حوار تعريفي مع مرشح مجلس الوزراء المقبل الدكتور محمد تبيدي (ابوالخلفاء)
شبكة الوريفة الإخبارية
حاورته :سبنا شعبان
س: من هو محمد تبيدي؟
أنا محمد
والدي أحمد خضر يعقوب تبيدي
والدتي فاطمة حمدان يعقوب تبيدي
وُلدتُ في 18 فبراير 1980 في الركابية، ونشأت بين أمدرمان وأمبدة وكرري، اسكن جزيرة توتي وحاليًا أقيم في أمدرمان الثورة بسبب النزوح. تلقيت تعليمي الابتدائي في مدرسة أمدرمان الركابية، ثم الكمبوني أمدرمان، قبل أن أكمل الأساس في أمبدة مدرسة بدر الكبري حالياً. واصلت تعليمي الثانوي في معهد التربية بخت الرضا، ثم التحقت بجامعة جوبا لدراسة الآداب، وحصلت على بكالوريوس علم النفس من كلية الجزيرة التقنية. كما نلتُ ماجستير الإرشاد النفسي والصحة النفسية من جامعة الخرطوم، وأكملت دكتوراه في علم النفس بجامعة إفريقيا العالمية حول “فوبيا الموت بالأمراض المزمنة والمعتقدات الدينية”، وأعمل على دكتوراه ثانية بعنوان “تعديل سلوك الأطفال المزعج الناتج من الكوارث والحروب”.
س: حدثنا عن مسيرتك المهنية؟
خدمتُ في القوات المسلحة بجامعة كرري حتى تقاعدي في 2014. عملتُ لاحقًا في التدريس والبحث بجامعات الدلنج، الأحفاد، المشرق، بحري الأهلية، وإفريقيا العالمية، إلى جانب العمل في مستشفى طه بعشر، السجون والإصلاح، وعدد من المؤسسات التعليمية والتربوية والعلاجية والمنظمات الطوعية.
كما تقلّدتُ مناصب في اتحادات الشباب والتدريب، وأسستُ جمعية تبيدي الخيرية التعاونية، إلى جانب مجموعة مراكز الخلفاء الراشدين للتدريب المهني وتنمية الموارد البشرية، والتي تشمل مراكز عدة مثل “أبوبكر الصديق” بأمدرمان وبحري وود مدني، “فاطمة الزهراء” للتدريب النسوي، “عمر الفاروق” الفني، و”أكاديمية نور أمدرمان للتدريب والتكنولوجيا”. قبل الحرب، كنت أعمل على تأسيس “كلية نور أمدرمان التقنية” تم تصديقها.
س: هل ترشحتَ رسميًا لمنصب رئيس الوزراء؟
لم أطرح نفسي للمنصب، حيث أركز جهودي حاليًا في “معركة الكرامة” لتطهير الوطن من مليشيا آل دقلو الإرهابية. ومع ذلك، تم تزكيتي من قبل اتحادات مهنية ونقابية، وبعد تنازل الآخرين دعماً لي، وجدتُ نفسي في الواجهة رغم زُهدي في الأمر، فهو تكليف وليس تشريفًا.
س: كيف ترى فرص الاختيار بين المرشحين؟
كل من تقدموا للمنصب شخصيات وطنية ذات كفاءة عالية، وقادرون على قيادة السودان نحو البناء والتنمية من منظوري الخاص. إن كان هذا التكليف من الله ومن الشعب، فسيكون القبول به مسؤولية وطنية قبل أن يكون شرفًا شخصيًا.
س: ما هي أبرز التحديات التي تواجه أي رئيس وزراء مقبل؟
السودان يمر بأزمة سياسية وأمنية معقدة، مما يجعل أي منصب سياسي محفوفًا بالتحديات. إلا أن الواجب الوطني يحتم علينا مواجهة هذه التحديات والعمل على البناء والتعمير رغم الصعوبات، خاصة أن الدفاع عن الوطن ليس خيارًا، بل فرض عين.
س: ما هي أبرز مشاريعك إذا أصبحت رئيسًا للوزراء؟
رغم عدم سعيي للمنصب، إلا أن الأولويات واضحة:
القضاء على المليشيات: محاسبة مليشيا آل دقلو وكل من تعاون معهم، وتطهير الوطن من العملاء والخونة.الاعتماد على الموارد الوطنية: السودان غني بموارده، كالصمغ العربي، ويمكن أن يكون مصدراً للنهوض الاقتصادي. تطوير التعليم والصحة: تحسين المناهج لتواكب العصر وتعزيز البحث العلمي، خاصة في الزراعة والغابات والمراعي.تنمية الريف والبنية التحتية: استغلال المساحات الزراعية الشاسعة، وإنشاء مصانع ومشاريع استثمارية. تعزيز الوحدة الوطنية والعدالة: ضمان حقوق المواطنين، وترسيخ العدالة الاجتماعية والاقتصادية وتحفيز القطاع الخاص وحمياته من المخاطر والكوارث .
س: ماذا لو تم اختيارك لمنصب وزاري آخر؟
سأواصل خدمة الوطن أينما كنت، سواء من خلال المؤسسات التي أعمل بها أو عبر أي موقع آخر. أنا جزء من هذا الشعب، وسأبقى في الميدان، بين الناس، مدافعًا عن السودان حتى آخر لحظة في حياتي.
س: كيف تنظر إلى التحالفات بين بعض القوى السياسية والمليشيات؟
هذا خزي وعار، فالتاريخ لن يرحم من تحالفوا مع أعداء الوطن. دماء الأبرياء والضحايا ستظل شاهدة على هذه الخيانة، ولن نسمح لمن باع السودان أن يفلت من المحاسبة.
س: هل هناك فرصة لتحقيق السلام مع المليشيات بعد التقدم العسكري للجيش؟
إذا جنحوا للسلم، فسنقبل، ولكن بعد محاسبتهم على كل الجرائم التي ارتكبوها. لا يمكننا العفو عن القتل والدمار والاغتصاب والنهب دون أن يُحاسَب الفاعلون بأشد العقوبات.
س: كيف تقيم مواقف الدول العربية والغربية من الحرب في السودان؟
للأسف، بعض الدول لم تقف إلى جانب السودان بالشكل المطلوب. لكننا، كما فرضنا احترامنا في الماضي، سنجبر الجميع على العودة إلينا بعد أن نبني سودانًا قويًا مستقلًا.
نصيحتك للشعب السوداني؟
سواء كنتُ في هذا المنصب أو لم أكن، فإن نصيحتي للشعب السوداني هي التمسك بالوحدة والصبر والعمل. لقد مررنا بمحن كثيرة، لكننا شعبٌ عظيم قادر على النهوض من جديد. يجب أن نضع الوطن فوق المصالح الضيقة، ونعمل معًا لإعادة البناء، ونتمسك بالعدل والحق. لا تسمحوا لأحد أن يسرق أحلامكم أو يفرّق بينكم، فوحدتنا هي سلاحنا الأقوى. السودان ملكٌ لنا جميعًا، ومسؤوليته على عاتق كل فرد، فليكن كلٌّ منا لبنة في إعادة إعماره ورفعته.
س: ماذا تقول في ختام هذا الحوار؟
الشعب السوداني، الصامد رغم كل المعاناة، يستحق أن ينعم بالحرية والعدالة والتنمية. هذه الحرب درسٌ قاسٍ، لكننا سننهض أقوى، وسنحاسب كل من خان الوطن. السودان لن يُضام أبدًا.