آخر الأخبار
اخبارك في موعدها

كلمة ونص ..سبناشعبان..بلابل IRC في قرية حنان: نجمات في ميادين العطاء والتفاني”

“بلابل IRC في قرية حنان: نجمات في ميادين العطاء والتفاني”

شبكة الوريفة الإخبارية

منذ اندلاع الحرب الأخيرة وما تبعها من موجات نزوح واسعة في السودان، إستضافت  ولاية القضارف اعداد كبيرة من النازحين الوافدين من الولايات المتضررة ، و برزت منظمة IRC (اللجنة الدولية للإنقاذ) كإحدى الجهات الإنسانية الفاعلة التي لم تتوقف لحظة عن تقديم العون للمتضررين، خصوصاً في المناطق النائية ومراكز الإيواء. وقد أثبتت المنظمة خلال الفترة الماضية حضوراً إنسانياً ثابتاً، عبر تدخلات مباشرة شملت الرعاية الصحية، الدعم النفسي، خدمات الحماية، وتوفير المياه والمأوى للنازحين في ظروف بالغة التعقيد.

 

في قلب هذه الجهود، تتألق ثلاث فتيات سودانيات (يقين حامد ، مودة اسحق ومزن ) يشرفن علي مشروع المساحات الصديقة  بإحدى دور الإيواء  في منطقة تُصنف من مناطق الشدة، وتبعد عن مركز الولاية مسافات طويلة. ورغم التحديات الجغرافية والبيئية، يواصلن أداءهن بتفانٍ قلّ نظيره، رافعات راية الإنسانية والعمل الخدمي في أحلك الظروف.

 

ما يميز هؤلاء الفتيات — بلابل IRC كما أحببت أن أطلق عليهن — ليس فقط التزامهن المهني، بل أيضًا أدبهن الجم، وأخلاقهن العالية، وسلوكهن الراقي، الذي جعلهن محط احترام الجميع في معسكر  قرية حنان، حيث قضيت معهن وقتاً في مساحتنا الصديقة، وكان حضورهن باعثاً للطمأنينة وسط أجواء يعكرها غياب بعض الخدمات الأساسية.

 

لقد لفتني بشدة أسلوبهن الجاذب في الحديث، ومهارتهن في توصيل المعلومة، وقدرتهن الفطرية على معالجة الحالات النفسية السيئة لدى النساء النازحات، ليس فقط بالكلمات، بل بالتعاطف والاحتواء. وفي بيئة تفتقر للكثير من مقومات الراحة، نجحن في بناء علاقة حقيقية مع المجتمع المحلي، عبر روح الفريق، والنفس الطويل، والتواضع الجميل.

 

ورغم توفير سكن داخلي لتقليص فترة الوصول إلى مركز العمل، ما زلن يخترن الحضور اليومي بروح عالية، تنبئ عن إيمان عميق برسالتهن الإنسانية، وحرص لا ينضب على خدمة من هنّ بأمسّ الحاجة.

 

جلستي القصيرة معهن كانت كافية لتُعيد لي شيئاً من الأمل في وسط يعج بالمعاناة. فقد تأكد لي أن السودان لا يزال ينبض بالحياة، مادامت هناك نساءٌ يحملن مشاعل العطاء في زمنٍ عزّ فيه الوفاء.

 

شاركـ علـى
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.