كعادة أهل بحر أبيض، الناس منقسمون حول الوالي. لكن القراءة تشير إلى أن هذا الوالي المكلف عمر الخليفة عرف ماذا يريد ماسك القلم، وتارك باقي الشعب في الولاية لمصير غير معروف. من قبل،
سرت شائعات كثيرة حول إقالة الوالي، بل البعض صدقها. لكن تقييم الأداء بمؤشرات العمل، والنقاط من كل جوانب المسؤولية، يمكن أن يكون الوالي أداؤه الممتاز في الجانب التعبوي بنسبة نجاح عالية لا تنقذه من الأداء السياسي الباهت والأداء الخدمي الذي يقارب الفشل، مع غياب أولويات العمل، وفشل في خدمة المواطن والنازح. ومع ذلك، فالتقييم الحقيقي هو لمن كلفه. ولكن كما نعرف، أن التقارير عادة ما أصبحت تخفي ضعف الاداء ، وتقييم الأداء لا يصحح النجاح في قطاع واحد مهما كانت أهميته. والكرة الآن في ملعب المجلس السيادي. لا نطالب بإقالة الوالي، ولكن بتصحيح أولوياته وإعادة الحقوق لأهلها. ربما نكون في مؤخرة الولايات من كل شيء عدا الاستنفار. الأداء حول التعليم يمكن اعتباره من أسوأ الأداءات، لأنه عطل التعليم لمصلحة إيواء النازحين، وأغلب الولايات، خاصة الشمالية، منذ فترة مبكرة فصلت بين إيواء النازحين والتعليم ونجحت فيهما الاثنين حيثما نتابع. أداء مؤسسات الإيواء والخدمة للنازحين بكل معايير ومؤشرات قياس الأداء حققت نسب منخفضة، بل هناك حالة من عدم الشفافية في تعريف النازح، تحتاجه الولاية، قبل تقديم خدمات إلى جهات ليست من الفئة ذاتها. وما نحتاجه من رقابة المجتمع يشكل غياب بسبب حالة الخوف من توظيف مؤسسات الدولة، أو حالة الخوف من التصنيف في وقت دقيق يؤثر على المجتمع الصمت بيننا يتحدث همسا حول الكثير من قصص وحكايات عن الإغاثة ومستحقي الدعم وحتى الإيواء لم يخلُ من قصص مؤلمة.
غياب رقابة المؤسسة الرقابية، والانشغال بالإعلام حول الأزمة كرس لسلطة مطلقة للسلطة الحالية. ولكن عندما تنتهي هذه الأزمة وتنقشع غيمتها، فإن الصورة ستظهر بكل سواءاتها.
مع اختلاف الناس في ولاية النيل الأبيض حول أداء الولاة، واهتزاز صورة أي والي بسبب الاختلاف حوله، وبعضها لأسباب خاصة به، يبقى التقييم الموضوعي غائباً ويصبح الاستقطاب حاداً بين المكونات فتزيد الصورة تعقيداً لمشهد ملئ بقصص الصراع. ولكن تبقى عملية تقييم الأداء خاضعة لمؤشرات لابد أن تأخذ في الاعتبار أولويات المرحلة، ويبقى على الوالي أن يوازن بين مسؤولياته المتعددة ويختار الطاقم الكفء القادر على التعامل مع الواقع بكفاءة وفاعلية.
هل فعلاً نجح الوالي الخليفة في النيل الأبيض في ملف التعبئة، أم أن هذا الملف في النيل الأبيض لم يكن له يد عليه إلا رفع التقارير حوله، لأن مجتمعات بحر أبيض لم تكن تحتاج مجهوده؟
لا نريد التقليل من أداء الوالي أو حتى منحه تقييماً أعلى من مستوى أدائه، بل نريد إنصافه يثبت الحقائق، ويشير للإخفاق، ويحلل الأسباب، ويكشف الثغرات، ويدفع بالحلول ويحدد التحديات التي وقف أمامها الوالي عاجزاً.
توقفت حركة واردات الولاية من مختلف السلع وازدادت الأسعار 300% منذ إغلاق جبل موية إلى تحريره، عاش المواطنون خلالها أزمة حادة فشل الوالي في إيجاد حل لهذه الأزمة ولم يستخدم حيل وفرص كانت أمامه لنقل البضائع حتى لو بالشحن الجوي ولم يتدخل لضبط الأسواق مع حالة وفرة خاصة سلعة كالسكر تنتج الولاية النصيب الأعظم للسودان كله.
وللحديث بقية.
عثمان عكرة