اليوم تشرق شمس النصر على مدينة مدني،وتتجدد فرحتها بالوفود الرفيعة التي تتوافد اليها منذ لحظة اعلان التحرير وتضامنت واحتضنت تراب ارضها فرحا وسعادة .
المدينة التي تحملت كثيرًا تحت وطأة الظلم والفوضى. وأنا كمواطن شاهدت آلام الناس وصراعاتهم اليومية، وأجد نفسي عاجزًا عن وصف شعوري في هذه اللحظة التاريخية. إنه يوم نصر استثنائي، عادت فيه مدني إلى أهلها أبية، عزيزة، بفضل تضحيات جيشنا الوطني وأبطالنا المخلصين.
رؤية علم السودان يرفرف عاليًا فوق مدني كانت لحظة تجسد فيها الأمل والانتصار على قوى العبث والدمار. هذا النصر ليس فقط معركة على الأرض، بل هو شهادة على إرادة الشعب السوداني الرافض للظلم . ونهني انفسنا والشعب السوداني قاطبة بكل مكوناته علي هذا الانتصار .
لكنني أقولها بوضوح: الفرح الحقيقي لا يكتمل إلا بتحرير الخرطوم، قلب السودان النابض. الخرطوم التي ما زالت تنزف، بحاجة إلى عزيمة وإصرار أكبر، مثل ما تحقق في مدني. الخرطوم التي شهدت تاريخ الوطن، بأسواقها وجسورها ومساجدها، تستحق أن تعود إلى أهلها، مدينة آمنة، مزدهرة، تنبض بالحياة بدلًا من الرصاص.
وإلى أولئك الذين حاولوا أن يسلبوا منا مدني، أولئك الذين اعتقدوا أن بطشهم سيدوم، أقول: انتهت الإقامة يا دعامة. مدني ليست ولن تكون لكم، فقد عادت إلى أصحابها الحقيقيين. انتهت أيام الخوف والذل، وانتهت أوهامكم بأنكم تستطيعون إسكات صوت الحق.
لكن رسالتي لكم ليست مجرد كلمات، بل هي وعد بأن الخرطوم وبقية المدن ستعود أيضًا. سنواصل نضالنا وسنقف صفًا واحدًا مع الجيش ومع كل شرفاء هذا الوطن.
فلنكن على قدر هذا النصر، ولنواصل العمل والتكاتف، حتى يصبح السودان وطنًا لا مكان فيه للظلم، وطنًا يحتضن كل أبنائه، وطنًا يعمه السلام والعدل. انتهت الإقامة الباطلة للمليشا في مدني، وستنتهي قريبًا في كل شبر من السودان.