آخر الأخبار
اخبارك في موعدها

عثمان عكرة يكتب : إلى مصطفى عثمان عكرة وعموم آل عكرة

عثمان عكرة يكتب : إلى مصطفى عثمان عكرة وعموم آل عكرة

شبكة الوريفة الإخبارية

يدمي القلب وتتفطر النفوس حينما تتداعى الأحداث في البلاد لتصلنا أنباء الرحيل والفقد لأحبابنا، فقد جاءنا خبر استشهاد مصطفى عثمان عكرة، وهو من أبناء أم كويكة وأم القرى بمحلية الجبلين. الاسم الذي يحمل رمزية عميقة وارتباطًا وثيقًا بشخصية تاريخية عظيمة في النيل الأبيض، وهو الشيخ عثمان عكرة، الذي وفد إلى المنطقة من قبيلة الرزيقات عام 1919م وهو ابن العاشرة من عمره، ليعيش بين أهل النيل الأبيض مرحبًا به وسيدًا بين قبائلها.

 

لقد كان الشيخ عثمان عكرة رمزًا للأخلاق العالية والكرم اللامحدود، حتى أطلق أهل المنطقة أسماء أبنائهم تيمّنًا به وتوثيقًا للأخوة الصادقة.

 

واليوم، نفجع بخبر استشهاد مصطفى عثمان عكرة، الذي يحمل هذا الاسم المميز، ليضيف إلى رمزية الاسم ذكرى أخرى مليئة بالحزن والألم، لكنها تؤكد على معاني الفداء والتضحية التي يمثلها.

 

إن الفقد عظيم، إذ أبلغنا الناعي برحيل مصطفى ضمن زمرة الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم في ساحة الدفاع عن النفس. هذا الاسم الذي كان وسيظل رمزًا للأخوة الصادقة بين الناس بعيدًا عن أي اعتبارات أخرى. مصطفى عثمان عكرة لم يكن فقط ابن قبيلته، بل كان ابنًا لكل السودان، وامتدادًا لرمز إنساني سامٍ جمع الناس حول قيم التعايش والاحترام.

 

إن وجود اسم “عثمان عكرة” بين أهل النيل الأبيض كان وما زال شهادة على الأخوة التي تتجاوز القبائل والانتماءات الضيقة. واليوم، بفقد مصطفى، يتجدد التأكيد على قوة هذه العلاقة التي ربطت بين أهله وبين أهل النيل الأبيض، علاقة تأسست على الكرم والأخلاق النبيلة، وتجاوزت حدود الزمان والمكان.

 

لكن يا له من زمان يعكس تناقضاته حينما يُقتل ابن من حمل هذا الاسم على يد من لا يعرفون قيمته، في مرقده، مسجلًا شهادة أخرى على الفوضى التي أطاحت بالقيم النبيلة وأغرقت البلاد في دوامة العنف.

 

نحن على يقين أن أهل الحكمة والرأي من قبائل الرزيقات وغيرهم لن يتركوا هذا الدم يضيع هدراً. لقد كان مصطفى عثمان عكرة رمزًا يربط بين أم القرى بالنيل الأبيض وبوادي الرزيقات، وسيتردد اسمه في الحواضر والفرقان ليذكّر الجميع بالعلاقة التاريخية التي جمعت قبائل السودان في أخوة الإسلام والإنسانية، قبل أن تفرقها صراعات السياسة ومطامع الخارج.

 

إن المصائب لا تأتي فرادي ، ولكن من محامدها انها تُذكرنا دائمًا بالعودة إلى الأخلاق والقيم النبيلة التي أسسها الكرام من أسلافنا.

وإننا على ثقة أن هذا الدم الزكي سيكون بمثابة دعوة للتأمل والمراجعة، وفرصة لإعادة بناء جسور المحبة والتسامح بين أبناء الوطن الواحد.

 

نتقدم بالتعازي الحارة لأسرة الشهيد مصطفى عثمان عكرة ولكل من رافقوه في رحلته الأخيرة، وندعو الله أن يُلهم ذويه الصبر والسلوان، وأن يهدي أهل السودان إلى سبيل السلام والوحدة.

شاركـ علـى
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.