آخر الأخبار
اخبارك في موعدها

كلمة ونص سبناشعبان تكتب:خطورة الحجامة غير العلمية في السودان

 

شبكة الوريفة الإخبارية

تُعد الحجامة من أهم أساليب العلاج الشعبي التي تتوارثها الأجيال، وغالبًا ما يلجأ إليها الناس لعلاج الأمراض المزمنة أو لتخفيف الآلام. إلا أن غياب التنظيم والرقابة قد فتح الباب أمام ممارسات غير علمية تسببت في العديد من المشكلات الصحية. ومن بين هذه الحالات، تجربة السيدة “فاطمة”، التي أصبحت قصة تحذيرية للكثيرين.

تجربة سودانية: السيدة فاطمة ومأساة الحجامة العشوائية

فاطمة، وهي امرأة سودانية تبلغ من العمر 45 عامًا، كانت تعاني من آلام مزمنة في الظهر بسبب ديسك بسيط. نصحها أحد الجيران باللجوء إلى الحجامة كعلاج سريع وفعال. لجأت فاطمة إلى شخص يُمارس الحجامة في سوق شعبي، وكان يستخدم أدوات بدائية مع وعود بالشفاء التام.

بعد جلسة واحدة، بدأت فاطمة تعاني من التهابات شديدة في الجلد، تطورت لاحقًا إلى عدوى بكتيرية خطيرة. ومع إجراء الفحوص الطبية، تبين أن الأدوات التي استُخدمت لم تكن معقمة، مما تسبب في انتقال عدوى التهاب الكبد الوبائي.

قالت فاطمة في حديثها لوسائل إعلام محلية:
“كنت أبحث عن حل سريع لآلامي، ولكنني لم أكن أعلم أنني سأخرج بمشكلة أكبر. الآن، أعاني من آثار صحية دائمة بسبب قرار غير مدروس.”

النتائج والعبر

تجربة فاطمة ليست حالة فردية، بل هي مثال يعكس مخاطر الحجامة غير العلمية التي تُمارس على نطاق واسع في السودان. هذه الحادثة دفعت بعض منظمات المجتمع المدني إلى تنظيم حملات توعية تحذر من خطورة الاعتماد على معالجين غير مؤهلين وتؤكد أهمية التوجه إلى مختصين مرخصين فقط.

الحاجة إلى تنظيم الممارسات

تظهر قصة فاطمة الحاجة الملحة لتنظيم ممارسات الحجامة في السودان، من خلال:

1. فرض تراخيص صارمة:
يجب السماح بمزاولة المهنة فقط للأشخاص الحاصلين على تدريب طبي معتمد. ولضمان سلامة المرضى، ينبغي إنشاء مراكز معترف بها من وزارة الصحة تدير عمليات الحجامة وفقًا لمعايير صحية دقيقة.

2. التوعية بمخاطر الحجامة العشوائية:
نشر الوعي في المجتمع السوداني حول أهمية الحذر عند اختيار المعالجين وضرورة التأكد من مؤهلاتهم. يجب توجيه الناس إلى المعالجين المصرح لهم من قبل الجهات الصحية، وعدم التعامل مع أولئك الذين يمارسون الحجامة في أماكن غير صحية.

3. إنشاء مراكز متخصصة:
توفير مراكز طبية تقدم خدمات الحجامة وفقًا لمعايير طبية آمنة، تحت إشراف مختصين مرخصين، مما يسهم في الحد من مخاطر العدوى والمضاعفات الصحية.

 

توجيه المعالجين للانضمام للجمعية السودانية للطب التكميلي

من المهم أيضًا توجيه المعالجين الذين يمارسون الحجامة إلى الانضمام إلى الجمعية السودانية للطب التكميلي. الجمعية تلعب دورًا كبيرًا في تقديم التدريبات والجرعات العلمية اللازمة للممارسين، مما يضمن أن الممارسات تتم وفقًا لأحدث المعايير العلمية. وتساعد هذه الجمعية في تحسين مستوى الممارسة وتعزيز سلامة المرضى من خلال الإشراف والرقابة المستمرة.

خاتمة: الحجامة بين الفائدة والخطر

الحجامة يمكن أن تكون علاجًا نافعًا إذا أُجريت بشكل صحيح وعلى يد مختصين. لكن تجربة السيدة فاطمة تسلط الضوء على أن الجهل أو التساهل في اختيار المعالج قد يُحول هذه التقنية العلاجية إلى مصدر خطر يُهدد الصحة والحياة. الحفاظ على الحجامة كإرث علاجي في السودان يعتمد على العلم والتنظيم، لا العشوائية وسوء الممارسة. يجب أن نعمل جميعًا على تعزيز ممارسات طبية آمنة وصحيحة للحد من المخاطر الصحية وضمان سلامة الأفراد.

 

شاركـ علـى
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.