آخر الأخبار
اخبارك في موعدها

سياحة رائعة مع الشاعر والكاتب والقاص : كرم الله حسن الخضر ( ارتولاي )

انا طائر الشفق الجميل

عشقت الشرق وشكل وجداني

حاوره:-
•جمال الدين العقيد
• مشاعر تكونه
مقدمه : انيق بسيط بشوش تاثرك رقته كلامه طيبته ولا تمل الجلوس معه
اخ وصديق للجميع وجدناه صدفه وكانت فرحه والفه ودردشه
( الجزء الاول )

# استاذ كرم الله المولد والنشاة؟

خرجت من قبائل النيل وارحام الجروف
ولاية نهر النيل .. الجزيرة ارتل ..شمال الشريك ريفي أبوحمد .. حيث السنين الخضراء والطبيعة الطيبة..
…..

حدثنا أستاذ كرم الله عن أيامك الأولي في أرتل
..أرتل الطبيعة والطيبة حيث الخضرة والماء والوجه الحسن .. النقاء والوفاء .. ومنها تشربت بحب الإبداع حيث تسوقك احاسيسك الي شي يرسم المستقبل ..

كيف كانت الإنطلاقة من ارتل الي مراحل أخري استاذ كرم الله ؟
..
الانطلاقة من ارتل الي حيث السودان الواسع المتشرب بالدفء والتحنات وقد ساقتني الظروف والتي احسبها هيأت لي اجواء انطلاقة كبري الي شرق السودان الحبيب .. دبايوا ..ايتانينا ..اوكوبام .. حيث ترقد الطبيعة تنام علي احضانها جبال العز في ( جبيت الساحرة) ولمن لا يعرف جبيت فهي عمق الاحاسيس وتدفق المشاعر .. وقد انكببت فيها علي مسامرة الناس والبيوت الحنينة مرقد الإلفة الصادقة ..
لم ابتعد كثيرا وانا ارحل في جوارها الي مدينة سنكات حيث نهلت من العلم وانا في المراحل المتوسطة .. وسنكات هي ادروب وقهاوي ال بشاريين والهدندوة أصل العروبة الحرة .. ومنها الي عمق الشرق عروس البحر بورتسودان وعندما تجول بقلبي بورتسودان اقف شامخا علي معالم تلك المحبوبة التي تتزين وهي تنتظر عريسها الآتي من رحم الغربة ليبلل اشواقها ..
وانا اصدقكم القول ان منابت الشعر عندي رغم انها قد بدأت من مدينة ارتل مرتع صباي ولكنها اكتملت لوحة زاهية في مدن الشرق الحبيب ..

هل واصلت هذه المسيرة في مدن الشرق الحبيب استاذ كرم الله أم أن الأقدار قد ساقتك الي مرافئ أخري ؟
….
بحكم العمل فقد ابتعدت بي الخطي الي كنانه مدينة الإلهام وهي التي ذقت فيها طعم الشهد وكيف لا؟
وهي سكر كنانه العسل الذي لايختفي طعمه في الإحساس والألسن !!
…ودائما ما تجدني اقول وانا في كنانه بأن أشتياقي لبورتسودان الحبيبة دائما ما تسبقي اشواقي اليها وهي التي بنت بيني وبينها جسور من محبة ..وبيني وبينها ( خصام ..وود متصل) ..
….
هذا الحديث استاذ كرم الله يتنبئ منه أن ارتباطك بهذه المدينة الساحرة قد جعل من العودة اليها امرا ملزما في تقديري .. هل صدقت هذه الأحاسيس بالعودة مرة أخري ؟
…..
بلا شك .. وانا الذي تربيت بين حوائطها وجدرانها في ( ترب هدل) … وبيوت المزاورية .. ثم انتظم الصف في مدرسة بورتسودان الحكومية .. ومن أعمق الذكريات في تلك المؤسسة العريقة ( شعبة اللغة العربية ) وبكل صدق فقد استفدت كثيرا منها في مسيرتي الشعرية وهنا اذكر الفخيم استاذ ( عمر جادين) ذاك النبع الفياض ، الذي رسخ في دواخلي حب الحروف وتجويدها.. فقد تفننت وقتها في كتابة ” الجرائد الحائطية .. والتي كانت تحوي في مضمونها سياحة عميقة في شتي المجالات المعرفية ..
ولكن رغم ذلك كان الحنين يسوقني الي موطن ميلادي في الشمال بلد الميلاد ودائما ماكنت اردد:
” اشواقي لي بلدي الحبيبه
ديمه العيون تفضحا..
إشتقت للنيل والضفاف
والجلسة في ضل الضحي ..
اشتقت لي تربال يغني في الحقول وسط السنابل..
في الهجير ونصو عاري ..قدامو مليانه الجداول..
كل مناهو يلقي بلدو عامره بالروض والخمايل ..

وهذا جزء “من كل” لقصيدة مكتملة الأركان ..

وهذه خري للنيل والنخيل :
والله ياضل التمر ..
شوقي بيك إشتد بي ..
أور سكن جووه في عمق النسيج الحي ..
اللهفة والشوق والحنين ..
للدفيفيق اللسه ني ..
إشتقت لي جلسة مقيلك..
فيها يكرمني اللقي ..
والطير علي العرجون رطن ..
نغمو الحزين يشويني شي ..

بعد هذا السرد الملهم استاذ كرم الله وانت قد طفت كل ارجاء الوطن الحبيب اين استقر بك المقام؟

انا ك الطائر يتنقل بالمواسم لم تستقر قدماي في موطن واحد ، بل اصبحت كل الأوطان لي وطن وكل الأماكن ملهمة..
لذا فقد اتجهت بعدها صوب النيل الأزرق حيث ترقد مدينة سنار الأمنة حيث العمل في (خزان الروصيرص ) وسنار تعتبر سودان مصغر بقبائلها المتنوعة ، فالنيل الأزرق خليط ما بين الصحو والمنام .. الذي يجعلك تستطيع التعايش مع الكل ب اريحية ووئام ..
لكن لم يدم البقاء طويلا فقد نادتني ارض التاكا كسلا الوريفة ، الم اقل لك ان الطائر المغرد لا يهدا له بال إلا وهو يتنقل في موسم الرياحين ؟

كسلا منبع القاش وهي التي ابدعت ف ولدت لنا من رحم الإحساس الشاعر اسحق الحلنقي ورفاقه ..حدثنا استاذ كرم الله عن شعورك وانت في احضان هذه العروس البكر؟
..
كسلا هي العشق اللامتناهي ..والود المتصل ..والحب الذي يسري في الدواخل .. مكثت بها بكل حب بين احضانها وقد احتوتني اذاعتها وانا متعاون بها ، استلهمت منها الحب والابداع ودفق المشاعر ..
كسلا ..توتيل .. الأرض والنخيل .. وقد كتبت فيها قصيدة احتلت مركزا مرموقا أنذاك في مهرجان محمد الأمين للأغنية الوطنية ..وقد تم تكريم شخصي المتواضع
، فقد كانت القيمة الحسية لدي اعمق واكبر من القيمة المادية .
..
نعلم ان للوطن براحات في دواخلك تنبت ك غصن شجرة زرعت في ارض يباب ..ماذا كان نصيب الوطن من إلهام الشاعر كرم الله؟

الوطن بلا شك ..هو الروح ..والمأوي ..والحب الذي يسري في الدواخل كلما باغتتنا موجة حزن عابرة.. وبلا شك أنه الملهم الأول الذي يستحوذ علي الدواخل ..
وهذه كلمات في خاطري عنه
…..
بكره نبنيك طوبة ..طوبة ونفتح الوديان جداول ..
نحضر الأرض اليباب ..وتشمخ أعماق السنابل ..
وتبقي يا ( سودانا) فوق..
داوي صوتك في المحافل ..
تحضن ال داير السلام
وتبقي لل عدوان قنابل

استاذ كرم الله بعد كل هذه الروعة والسياحة في الحروف ، اي القصائد تركت صدي في دواخلك؟ وما زالت بالوجدان ؟

رغم انه سؤال صعب ولكن تجدني اقف عاجزا كلما تذكرت تلك الكلمات التي كتبتها وانا اودع تلك المدينة الحالمة ، مدينة الرنك بجنوب السودان حينها .. وانا عندي بعدي اهاتفها

إشتقت ليك ..ومشيت افتش شان أجيك ..
لا سكة قربت الخطي ..ولادروب ساقتني ليك
.. وهذه القصيدة مناسبتها قصة مشهورة احفظها في ارفف القلب المكتوي بنار فراقها ..

استاذ كرم الله حقيقة ان الكلمات والتعابير تقف عاجزة في حضرة وجودك
ونحن في (موقع الوريفة) سعدنا جدا بهذه السياحة المفعمة بالعشق والحب الذي سطرته كلماتك جداولا تنساب شعرا للحب والوطن والأمكنة ..
فلك من التقدير أكمله ..
..

شاركـ علـى
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.