آخر الأخبار
اخبارك في موعدها

زكريات كسلاوية

بقلم مالك محمد احمد
دعوه لاعاده ذكريات لشخصيات جميله في حياتنا الجنون فنون في كسلا..

فترة السبعينيات وبدايات الثمانينات ومدينة كسلا بذات الملامح التي كتب عنها شاعرها اسحق الحلنقي (يا حليل كسلا الوريفة الشاربة من الطيبة ديمة).
وعلى الرغم من جمال المدينة وطيبة أهلها إلا أن هناك شخصيات كانت خارجة عن إطار الجمال المألوف .. شخصيات وضعت بصمات غريبة في تاريخ المدينة .. هؤلاء هم مجانين المدينة …
كانوا مجانين من مختلف القبائل فيهم الشمالي والهدندوي والهوساوي وبعضهم أتى من غرب السودان وجنوبه وآخرون جاءوا من جبال النوبة .
والجنون فنون كما يقال ، وهو كسائر الأمراض الأخرى لا يفرق بين قبيلة وقبيلة أو صغير وكبير أو رجل وامرأة.

من أهم تلك الشخصيات التي كانت جزءً من برنامجنا اليومي :

طلقا (أي طلقها) .. لا أدري هل للإسم علاقة بإمرأة طلقها قبل جنونه أم لا:
قمحي البشرة .. تدل سحنته على أنه من شمال السودان وأغلب الظن أنه حلفاوي ..لا تخلو ملامحه من الصرامة أوالقسوة. كان يحمل عصاة رفيعة تضفي عليه نوعاً من الوقار الزائف ، خاصة وأن عصاه تتجانس مع بدلته (الإشتراكية) الرمادية الفاتحة. ومن أراد أن ينال من تلك العصاة فما عليه إلا أن ينطق إسمه (طلقا).
كان (طلقا) يتحدث مع نفسه كثيرا ، وينظر في إتجاه مستقيم أثناء حديثه وكأنه معلم في فصل دراسي .
من أكثر مناطق تردده شارع السوق الذي يقود إلى سوق النسوان وإستاد كسلا ، كما كان يتواجد أحياناً في المنطقة التي تضم دكان عبد الله الحجازي بالقرب من المجلس البلدي.

تعريفة :
كان قصير القامة دقيق الملامح يرتدي عراقي بلدي ويحمل عصاة لا تفارقه ، وعلى الرغم من جنونه تبدو على ملامح وجهه الظرافة ، ظرافة تخفي وراءها ثورة من الشر الذي يظهر عليه في بعض حالات الهيجان التي تصيبه من حين لآخر ، وخاصة إذا عاكسه أحد الأطفال الأشقياء.
يحكي لي أخي الأكبر عباس أنه كان برفقة ابن عمتنا مامون. كانا جالسين في طاولة بقهوة خيرات ، وكانت القهوة أيامها ملتقى للأساتذة والمثقفين .. كانا صغيرين في نحو العاشرة أو الحادية عشر من العمر ولم يكن مناسباً لشخص في تلك السن الصغيرة أن يجلس في تلك القهوة ، لكنها شقاوة الطفولة والرغبة في محاكاة الكبار .. كانا جالسين يتجاذبان أطراف الحديث ، وفجأة أطل تعريفة ووقف بالقرب منهما ، نظر إليه مامون ثم داعبه قائلاً : (تشرب شايينا وتكسر كبابينا ) وكانت تلك عبارة مألوفة ذلك الزمان ، غير أن تعريفة أخذها مأخذ الجد و نظر إلى مامون بحدة وقال له : ( متين كسرت الكبابي ؟ ) ثم رفع عصاه ، وقبل أن تقع العصاة على أي منهما لاذا بالفرار أو كما يقال في ذلك الزمان (قاموا صوف) ولم يتوقفا إلا في زقاق حي الجسر حيث يسكنان.

طاهرون :
يجزم معظم الناس بأن طاهرون لم يكن مجنوناً بل أن في كلامه حكم ، ومن جمله المشهورة : (في جيبي في عجاج كلب مسافر). ومن القصص المروية عنه أنه نظر إلى خروف كان يشرب الماء بسرعة فخاطبه قائلاً : (ما تاخد ليك نفس شوية ، عامل لي عيونك الحمر ديل) . يقول الراوي أن عين طاهرون أصابت ذلك الخروف فشرقه الماء.
كان طاهرون كثيراً ما يذكر الجبل والقرود . ويذكر ابن حي الجسر الزميل حسن عطا أن طاهرون إختفى لفترة وعند ملاقاته له سأله : وين كنت يا طاهرون ؟ فرد طاهرون بأن السيد الحسن الميرغني طلبه وقال له : ياطاهرون إنت سمعتو ولا جابو ليك ؟ ليه ماقاعد تجي ؟ هسه السماء دا مكركب ويمكن تنزل مطرة عشان كدا زبل الجبل دا (أي أضربو زبالة).
ويذكر أيضاً أن إمرأة حلت ضيفة مع (ناس إحيمر) وفي غفلة منها خرج إبنها الصغير فتفقدته ولم تجده وذهبت تبحث عنه في الشارع ، ولسوء حظها قابلها طاهرون ولم تكن تعرفه ، فسألته : ما شفت ليك ولد صغير هنا ؟ رد طاهرون : أيوه شفتو لكن خطفو القرد ، فرجعت الضيفة إلى دار إحيمر وهي تبكي وأخبرتهم بما قال طاهرون . ومن وصفها له عرف أهل الدار أن الشخص الذي قابلته هو طاهرون فقالوا لها : اطمني ساكت دا زول مجنون ، قرد شنو البخطف ليهو ولد كمان.

فكي نافورة :
تدل ملامحه على أنه من منطقة جبال النوبة أو غرب السودان .. حاد القسمات قوي الملامح ، وفي عينيه احمرار مخيف يجعلك تترد في النظر إليه مرتين . يبدو أنه من جنود أو ضحايا الحرب في منطقته ، يتجلى ذلك في الزي شبه العسكري الذي يرتديه والذي وضع عليه أوسمة ونياشين من حديد وصفيح ونحاس ، كما كان يحمل عصاة حديدية ولذلك لم أسمع بأن أحداً ناكفه أو تحدث معه. في آخر أيامه كان يسترخي بالقرب من محطة أجيب . يقال أن الرئيس الراحل نميري ألقى عليه التحية أثناء إحدى زياراته للمدينة.

عبد الرحمن (الساعة كم) ..
سمي بالساعة كم لأنه كان يربط قطعة قماش في يده ، وكان كلما سأله الناس :(الساعة كم ؟) ينظر إلى قطعة القماش المربوطة في يده ويجيبهم إجابة لا علاقة لها بالوقت الحقيقي .. فمثلاً تكون الساعة التاسعة صباحاً فيقول إن الساعة الثالثة وهكذا .
من المواقف الطريفة التي حدثت لي معه .. كنت في الصف الرابع أو الخامس الإبتدائي وكنت (مردوفاً) في دراجة مع ابن عمتي (صلاح ) .. ذهبنا إلى الميدان الواقع بالقرب من ميدان المولد وهو ميدان صغير كان يطلق عليه (ميدان الشجر) لأنه محاط بالأشجار من كل جوانبه. ونحن في ذلك الميدان رأينا (عبد الرحمن .. الساعة كم) فذهب إليه صلاح وبعد أن سأله : الساعة كم ، طلب منه سفة تمباك له وأخرى لي ، ولم أكن قد جربت التمباك قبل ذلك .. وضعت السفة في شفتي السفلى مثلما فعل ابن عمتي، وركبنا الدراجة عائدين إلى البيت وكنت في السرج الخلفي . وقبل أن نصل إلى المدرسة الأهلية أصبت بغثيان شديد ودوار تسبب في سقوطي من الدراجة . بعدها أخذني إلى المنزل ولم استيقظ إلا في اليوم التالي.

حواشات :
يبدو أن حواشات كان مشروع ترزي ضل طريقه ففقد عقله .. كان يقوم بجمع قصاصات الأقمشة من أمام ترزية السوق وربطها في جسده فيمتليء جسده بمختلف الأقشمة الملونة والسادة والمزخرفة ، كان شجرة متحركة من قصاصات الأقمشة بمختلف أنواعها وماركاتها .. أقمشة هندية وانجليزية ومصرية منها الاسموكين والدمورية والنايلون والشفون والصوف ، يأخذها دون اسئذان وخاصة من برندات الترزية الواقعة بالقرب من الطبالي القديمة . وقد اعتاد ترزية المدينة عليه وكان يبتسمون في وجهه كلما جاء إليهم ، أما هو فلم يكن يعبأ لابتساماتهم.
كان شكله يخيف كل من يراه ، ويزيد من ذلك الخوف شعره الكث المبروم ، ورغم ذلك فقد كان هادئاً في أغلب الأحيان إلا إذا عاكسه بعض المارة ، فحينها يتحول إلى بركان غضب .. يهيج ويصرخ ثم يطارد معاكسيه. بعدها يعود إلى هدوئه ويواصل ما اعتاد عليه من جمع القصاصة.

جيم الشيطان الرجيم :
هدندوي ، قيل أن والده كان من الأثرياء وكان يقول (عايز طيارة بي سواقا ) .. كان جيم مسالماً غير عنيف وكان يتواجد كثيراً في سوق الصاغة ، كما كان يقف أمام دكان المرحوم خضر أبوسيف . كان جنونه عجيباً ، إذا أنه ولسبب ما ، كان لا يحب الرقم (5) ، فإذا طلبت منه أن يحسب من واحد إلى عشرة فإنه لا ينطق الرقم (5) .. واحد ، اتنين ، تلاتة ، أربعة .. ثم يطلق عبارته المشهورة : (جيم شيطان رجيم) ، غير أن جيم كان يختلف عن بقية المجانين في أنه كان يجيد القراءة ولذلك كان يحمل كتاباً يقرأ منه بعض الصفحات وخاصة في الصباح.

عثمان أب دودة :
كان يقوم بحرق بخور اللبان العدني قبل صلاة الجمعة في المسجد الكبير .. تحركاته تدل على أنه مصاب بنوع من فرط الحركة .. لم يكن يتحدث مع أحد .. فقط يتحرك بمبخره بين المصلين ، لكن لا يلبث أن تنتابه حالة تهيج بين الفينة والأخرى ، ولذلك لقب بعثمان أب دودة ، فكأنما هنالك دودة بجسده تقرصه وتصيبه بالتهيج.

مصطفى طاحونة ولقبه أيضاً كستبيرة :
كان مصطفى طاحونة أو كستبيره مفتول العضلات مستدير العنق ويبدو أنه كان يدرك ذلك حيث كان يدلى عنقه على أحد كتفيه أثناء سيره في ، وكان يرتدي نظارة سوداء حتى في الليل الحالك.
لم يكن (كستبيره) شريراً لكن كان الناس يهابون عضلاته .. يقول الناس أن له قبضة يد لا تستطيع الفكاك منها مهما أوتيت من قوة .. ويذكر من عاصروه بأن كستبيره الذي ينتمي لقبيلة الهوسا (التكارين) كان يمارس رياضة حمل الأثقال غير أصيب بالجنون بسبب شراهته في تدخين البنقو .
لكن مهما كان أفراطه في تناول البنقو فإنه المجنون الوحيد الذي حاز على لقبين : (مصطفى طاحونة) و(كستبيرة).

سعيد فجك :
قصير القامة ، يميل إلى النحافة ويرتدي عراقي بلدي .. لا أدري لماذا أوحى لي شكله وأنا صغير بأنه من مناطق الشايقية ، كان يعمل غفيراً في نادي الأسرة وكان كثيراً ما يستريح تحت ظل شجرة الزونيا الواقعة أمام زاوية التيجانية خلف المدرسة الأهلية.
من الأشياء التي لا أنساها له مطاردته لعنزة يبدو أنها عكرت صفوه في ذلك اليوم الحار.

حليباي :
يقال أنه من قبيلة الباريا ، كان يتكلم كلاماً غير مفهوم مما يسميه الناس (هضربة) لكنه لم يكن عنيفاً وكان كثير الوضوء والصلاة خاصة في الجامع الكبير ، وعلى وجهه علامة كبيرة من أثر السجود . كان حليباي كثيراً ما يردد المدائح النبوية لأولاد حاج الماحي مما دفع البعض إلى القول بأنه أحد أولياء الله الصالحين.

سندس :
يعتبر سندس مجنون السوق الليلي لأنه كان يظهر وحده في برندات السوق المظلمة ، وإذا نطقت كلمة (سندس) أمامه فلن تسلم من مطاردته.

الدانهلا المعروف أيضاً بلقب (خواجة مريسة) :
لا يحسبه كثير من الناس مع المجانين لكن ما دفع البعض إلى إضافته لقائمة مجانين المدينة هو رقصه المستمر والغريب في الحفلات وكان أحياناً يرقص لوحده في الميدان المقابل لسينما كسلا الوطنية عندما تبدأ السينما في بث أغانيها .

العربي الكيشه :
من قبيلة الهدندوة ..لا شك أن لقبه غريباً ، فعادة ما تطلق كلمة (كيشه) على الإنسان غير الموهوب في لعبة ما ، لكن ذلك لا يهم .. إنه لقب وجدناه عليه وأصبحنا نطلقه عليه كما أطلقه من هم قبلنا.
كان ذلك الرجل قذراً جداً ، لا ينظف جسده ولذلك كان يخشى الماء وكان الناس في سوق كسلا يعرفون ذلك ، فما يقترب من أحد الدكاكين إلا ويقوم صاحب الدكان بملء كوب ماء ورشه عليه فيفر وهو يطلق صيحة عالية .

مكنن :
دخل مستشفى الأمراض العصبية أكثر من مرة لكن لم يفلح الأطباء في علاجه وظل على حاله إلى أن اختفى من الساحة.

عاشق الهوى :
من أكثر المجانين الذين كنت أرى في جنونهم فناً ، فقد كان كثيراً ما يغني بعض أغنيات الفنان صلاح بن البادية بصوت لم يكن جميلاً لكنه مقبول على أية حال.

دواس :
من القزايزة وكان يسكن وحيداً في أحد بيوت الزقاق المعروف في حي الجسر ملاصقاً لمنزل المرحوم الحسين محمد جلال. كان دواس عصبياً يردد كلاماً غير مفهوم ولذلك كان الأطفال يخشونه.

حسكيجر :
من قبيلة اللحويين الذين يسكنون على ضفاف نهر عطبرة بشرق السودان .. كان أهله يتبعون طائفة الختمية ولذلك كانوا يأتون به إلى ضريح السيد الحسن الميرغني للعلاج .وكان لأهله علاقة صداقة مع المرحوم علي أبوكرة ولذلك كنا نراه في دكان أبوكرة مع أهله أثناء النهار .أحياناً كان يمكث شهوراً في مستشفى الأمراض العقلية بالمدينة فتتحسن حالته ويعود به أهله إلى منطقتهم ، غير أنه سرعان ما ينتكس مرة أخرى لتبدأ رحلة العودة إلى كسلا والعلاج مجدداً.

اللمين أوجو :
كان وجهه طويلاً ومع ذلك فقد كانت له لحية تمنح وجهه طولاً إضافياً ، وكان يرتدي جلباباً أبيضاً نظيفاً في أغلب الأحيان. وكنت كثيراً ما أراه أمام نادي كسلا الواقع غرب المدرسة الأهلية وخاصة في أوقات العصر.
كان أوجو يبيع المرايات الصغيرة والدبابيس وأمواس الحلاقة وخاصة موس أبو طيرة .. الناظر إليه لا يرى أياً من علامات الجنون على وجهه ، ولكن يقول أهل كسلا بأنك إذا أردت أن تشتري منه شيئاً ولم تفعل فإنه يعتبر ذلك شيئاً من الاستفزاز ، حينها يصاب بحالة عصبية أشبه بالجنون يكيل لك خلالها أسوأ أنواع الشتائم ، ولذلك كان الكثيرون يخشونه ويتجنبون الشراء منه.

مريم باشا
أطلق عليها (مريم باشا البقرة الطاشة ) ويبدو من ملامحها أنها أرترية أو أثيوبية الجنسية ، منكوشة الشعر نحيلة الجسد ، في وجهها حدة ظاهرة ، كثيرة الكلام ، لاتعباً بمن حولها ولكن إذا التقت نظراتها بعينيك فما عليك إلا مغادرة المكان لأنها قد تقذفك بأي شيء في يدها ، وإن لم تفعل ذلك فعلى أقل تقدير ستسمعك كلاماً لن يسرك أبداً ، وربما تدخل في سبابها أبويك أو إخوانك.

علامكو عليا :
إمرأة من قبيلة الرشايدة كانت تأتي من الخلاء وتمكث بعض الأيام في منزل أسماء ناصر الملاصق لمنزل عمنا المرحوم / حامد عبد الرحيم بحي الجسر . كانت مخيفة الشكل لا تحب الإختلاط بالناس وإذا نهرها أحد تبدأ في البكاء وتردد جملتها المشهورة : (علامكو عليا ؟) ولذلك عرفت بهذ الإسم ، ولا أحد يدري ما إسمها الحقيقي ولا السبب في ذهابها إلى الخلاء .
من مجانين حي الترعة :
لصديقي حامد السباعي المحامي ذكريات عجيبة مع مجانين حي الترعة وطالما حكي لي عنهم .. من أهم مجانين حي الترعة :

محمد بو :
لا يعرف أصله ولا من أين أتي إلى المدينة .. كان يحدث نفسه في معظم الأحيان لكن تطور أمره وصار يغني ويتهيج أحياناً ، ويطارد الأطفال ثم يطلق عبارات غير مفهومة تتخللها كلمة (بو) ولذلك أطلق عليه لقب محمد بو .. تقول الخرافة في المدينة أن شيطاناً ضربه في إحدى (كوش) المدينة.

توووش :
كان رجلاً نظيف الثياب ويقال أنه أتى من سنكات وسكن في الترعة جنوب ، يقضي نهاره مسالماً لا يؤذي أحداً ولكن ما أن يأتي الليل حتى يقوم بقذف الحجارة من منزله تجاه المارة ، وغالباً ما يصاحب ذلك أصواتاً غريبة تتخللها كلمة (توووش).

كرب:
شخصية مشابهة لطاهرون ، يميل للتشهير بالأعيان ويلقي خطباً بصوت عال كل مساء أمام نادي الترعة.

هذه لمحة عن بعض إخواننا المجانين .. يضاف إليهم آخرين مثل (شكِر لي ) و (مييع – “صوت الماعز”) وموسى ناري ، وآخر يلقب بالسنجك رغم أنه هدندوي ، كان يسكن في قطية جوار كبري القاش ويدعي بأنه هو الذي قام بتشييد مبنى جوازات كسلا .

إنهم مجانين أو هكذا قيل عنهم ، وقد اختفوا من حياتنا لكنهم شكلوا تاريخاً كسلاوياً لا ينسى . وبرغم جنونهم إلا أننا لم نسمع أن أحداً منهم قد قتل أو سرق أو نهب . ألا يكفي ذلك لأن نحبهم.

شاركـ علـى
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.