شبكة الوريفة الإخبارية
بقلم عبدالله محمد الحلفاوي
بكت المدائن والبوادى والحضر
قد غاب سيد رأيها اليوم احتجب القمر.
الدمع هطالا جرى .. جمال قد توارى فى الورى .
كنت المربي والمعلم والدليل
كالمزنى وزخات المطر .
وتركتنا وسط الطريق
والليل قد لف المكان بلا قمر .
ستظل فينا حصة ومدحة صوفيه ..تزكى النفوس وتلهم الروح الأمل.
وليقبل الله الدعاء بجنة ..
ويثنيك الجنات فى اعلى المراتب والسُرر .
* * *
* جمال ذلك القنديل.. ذلك النبراس وسط ليالينا المظلمه.
* يا جمالنا فى وش الزمان الشين ..لقد فقدتك مرشد مرتين ..مرة يوم تقاعدك عن مهنة الانبياء والرسل وتسليمك للطباشورة لمن بعدك .. واليوم نفتقدك إلى الأبد بحزن عميق بالغ الاثر.
* ايها الرجل الرقيق .. الشفيف..الشريف.. العفيف..الظريف.. النظيف.
* ياااا فقدنا الكبير.. كنا ندخرك لصالح الدعوات ان الله يرفع بدعاء الصالحين امثالكم عن هذه البلاد ما وقع عليها من هذه النكبه الصماء العمياء البكماء.. فكان فقدك زيادة في النكبة ولا نقول إلا ما يرضي الله تعالي فانا لله وانا اليه راجعون.
* واذا كان لكل مسمى نصيب من الاسم فكان لجمال كل النصيب من اسمه .. فقد كان جمالا ونورا يمشي بين الناس .. كان رجلا سمحا جميلا عالما جليلا.. له فى طريق العلم دروب وضروب.. وصولات وجولات عَلِمَ وعَلَّمَ .. كان فى الناس سنة وكتاب ومع ربه قائما فى المحراب.
* * *
* الحصه ما كملت معاك
القرقراب.. والقهقهه.
لو يرتق الصبر الغياب..
كان بعدك الموت انتهي .
* * *
* بفقد الاستاذ جمال فقدت مرشد والمنطقه قاطبة واحدا من معالمها العظيمه.. فجمال يعتبر معلما لكل الاجيال وكل العصور ولم تبلي حنجرته ولم يبح صوته ولم يجف قلمه مع الايام ولم يقِلْ مقامه بل زاد مع زيادة سكان مرشد ..رحم الله جمال فقد كان رمزا.. وتاريخا..وهرما .. وبؤرة ضوء متوهجه فى حياة كل منا وقدوة لنا .
* حقيقة ان المصائب لا تأتي فرادى فبلادنا ومن زمن نفسها قائم ووصل مرحلة اللهاث عند انفصال الجنوب الحبيب ثم احداث جنوب كردفان ثم احداث النيل الأزرق ثم غلاء المعيشة فاستبشرنا بثورة عظيمه شهدت لها العالم .. فترتد الينا مصيبة الانقلاب لتجرنا إلى حرب عبثيه.. لياتي فقد جمال ويزيد علينا الفواجع وكأننا ناقصين.. اللهم لا اعتراض في حكمك ونسألك بجلال وجهك وعظيم رحمتك ان تغفر له ولموتانا جميعا.
* وإذ نفتقدك اليوم يا استاذنا الجميل.. فاننا نفتقد فى شخصك كل الرواد والمعلمين والمبدعين.. والمفكرين والصالحين.. فى سوداننا الحبيب.
* نفتقد فى شخصك يا استاذى محمد احمد المحجوب..والتجاني يوسف بشير.. والبرعى .. ومحمد سيد الحاج .. والطيب صالح .. وعبدالله الطيب ..وعثمان حسين ووردى.
* نفتقد فى شخصك يا استاذى محمد الفيتورى.. وحميد .. والقدال.
* نفتقد فى شخصك يا استاذى فرانسيس دينق.. ومحجوب شريف..والكاشف.. وود الامين.. ومصطفى.
* نفتقد فى شخصك يا استاذى قائمة طويله من المعلمين والمبدعين والفنانين والمثقفين السودانيين الذين يصعب حصرهم وقد امتازوا بأدبهم وفنونهم وانتاجهم الغزير فى جميع مجالات الابداع والتعليم .
* وإذ نفتقدك فاننا نفتقد فيك ادبك الرفيع.. وتواضعك الجم..وثقافتك العاليه واهتمامك بالتعلم والتعليم.
* نفتقد فى شخصك الرساله العظيمه التى حملتها من أجل تعليمنا ورفعتنا.. فأنت يا سيدى وافراد قبيلتك من المعلمين والمبدعين فى كل المجالات من وحَّدتم فينا الوجدان.. وشكلتم فينا المشاعر والعواطف والانسانية .. واللغة.
* وإذ نفتقدك اليوم وانت تضع علي كاهل من وراءك من المعلمين والمبدعين مسئوليه نعلم انها كبيرة ولكن التعليم والابداع باستطاعتهما تحقيق ما تعجز عن تحقيقه السياسه.
* جمال روايه مختلفه لم يروها من قبل راوٍ ولم يخلِّد مثلها فى سفر التاريخ قاص ..فقد انجبته( مرشد ) بمخاض رحيم نبياً للانسانيه ورسولا للايثار وللخير والعطاء.. ووضعته فى وطن فسيح مترامي الخيرات ونخلات باسقات لو تركوه ليهز جذعها لتساقط على الجميع رطبا جنياً ولكن كانت الحقبة حقبة فراعين اشداء بأسهم عليه وعلينا شديد.
* ونحن لا يسعنا الا ان نقول قول حميد :
( باغتنا ريح الفجعه ليل .. فرنب فى جوفنا مراتبات الصبر .. شال سعن الجَلَد صابنا الذهول.. زي التكنو قبل دا ما فارقنا زول بعد الرسول ) .
نسأل الله له الرحمة والمغفره القبول الحسن.. خالص التعازى القلبيه لجميع الاهل بالقريه ١٠ مرشد ولاسرته الكريمه..وقبيلة المعلمين وزملائه واصدقاءه ولكل تلاميذه بحلفا الجديده..
انا لله وانا اليه راجعون.