آخر الأخبار
اخبارك في موعدها

جنود مجهولون يتحدّون الخريف لخدمة المواطنين

جنود مجهولون يتحدّون الخريف لخدمة المواطنين

شبكة الوريفة الإخبارية

احمد بامنت

ومع اولي زخات المطر انقطع التيار الكهرباء في عدد من احياء مدينة كسلا ، امر متوقع ومشهد متكرر حتي كاد ان يكون مشهد مالوف الا ان ماحدث عقب ذلك لم يكن من المتوقع اذ ما لبث ان عاد التيار الكهرباء في اغلب تلك الاحياء عدا مناطق محدودة وشاءت الاقدار ان نكون ضمن تلك المناطق المحدودة التي لم تعود اليها الخدمة وبدات حالة التذمر والقلق وتزداد مع ساعات الليل حيث تنشط حركة البعوض كل تلك العوامل فاقمت من حالة الاستياء من ادارة الكهرباء بكسلا …واعتقد جازما انها لم تخلو من اطلاق السباب والعنات علي القائم علي امر الكهرباء لتمضي ساعات الليل متثاقلة وتشرق شمس اليوم ونتجمع مع عدد من الجيران لنتوجة صوب الادارة لننفس عن شيئا من غضبنا في وجوههم وقد كان الا اننا منذ ان وصلنا الي مباني الادارة والقينا عدد من العاملين تغير الحالة المزاجية لاغلبنا وسكن الغضب بعد ذلك الاستقبال والتعامل فقد تبين لنا انهم ملمين بالامر ويعرفون السبب وراء انقطاع الخدمة بالحي فقد قدم لنا المهندس عمار محمد المكي شرحا وافيا عن الحدث والمتمثل في الضغط العالي في الخط الناقل مما تسبب في حريق الكيبل الموصل ومتفضلا علينا بشرحا وافيا عن الاسباب ومساعيهم لاصلاح الخلل مبينا الكلفة العامة للكيبل كل ذلك جعلنا نقدر حجم الجهد الذي يبذلونه هؤلاء الرجال فانهم ظلوا يعملون في لحظاتٍ تعصف فيها الأمطار والسيول، وعندما تعقّدت حركة الحياة اليومية تجدهم متحركين بعرباتهم ذات الدفع الرباعي في تحدي سافر للطين والوحل بكل الإصرار والعزيمة والتفاني يواجهون الطبيعة بصدورهم العارية وأدواتهم البسيطة ليضيئوا بيوتنا وننعم بخدمة كهرباء مستقرة في أحلك الظروف رغم قسوة الخريف وما يخلفه من أعطال متكررة في شبكة الكهرباء، لم تتأخر فرق الصيانة التابعة لهم في متابعة بلاغات الطؤاري عن تلبية نداء المواطنين. في أوقات يتوارى فيها الكثيرون بحثاً عن مأوى آمن من زخات المطر، تجدهم في الميدان؛ يتسلقون الأعمدة المبتلة، ويخوضون في الطين والمياه، معرضين حياتهم لمخاطر جسيمة، ليضمنوا أن تعود الخدمة في أسرع وقت ممكن. كل هذا  دفع اهالي وسكان حي الشعبية مربع 22 م للتعبير عن  تقديرهم وشكرهم وامتناهم  للعاملين بالشركة السودانية للتوزيع الكهرباء بكسلا وعلى رأسهم المهندس عمار محمد المكي ورفيقه في الميدان العم العشري، إلى جانب كل أفراد الفريق العامل الذين جعلوا من التضحية ديدنهم، ومن رضا المواطن غايتهم.

لا شك أن هذا التعامل وهذا التقدير سيدفع اي مواطن منصف  ان يثمن جهودهم وتفانيهم وهم يتكبدون المشاق لايصال الخدمة هؤلاء هم الجنود المجهولين الذين يقفون خلف استقرار حياتنا اليومية. فهم لا يسعون وراء الأضواء أو التصفيق، بقدر ما يلبّون نداء الواجب بكل صمت واحترافية وان كانوا يتلقون اجر الا ان هذا الاجر لايجعلنا نغض الطرف عن جهدهم فحقهم علينا ان نبىرز ذلك الجهد ونشد علي ايديهم ونقول لهم بصدق جزاك الله عنا خير الجزاء .

وفي الوقت الذي ننعم فيه بخدمة الكهرباء المستقرة، تظل صور هؤلاء الرجال تحت المطر، وهم يتنقلون بين الأعمدة والشوارع الغارقة، حاضرة في الذاكرة كشاهد حيّ على أن العطاء الصادق لا يعرف الظروف ولا ينتظر المقابل.

شاركـ علـى
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.