آخر الأخبار
اخبارك في موعدها

*مدينة بحري تفقد قلبها النابض: الدمار يطال المحطة الوسطى وسوق سعد قشرة*

 

 

شبكة الوريفة الإخبارية
*بحري*..* مروان ابراهيم النور*✍️

في مشهد مأساوي يختزل حجم الدمار الذي طال العاصمة السودانية، تحولت المحطة الوسطى وسوق سعد قشرة بمدينة بحري من مركز نابض بالحياة إلى أنقاض تحمل آثار التخريب والدمار. هذه المنطقة، التي لطالما كانت نقطة التقاء لمختلف سكان العاصمة، أصبحت اليوم شاهدة على واحدة من أكبر الكوارث الإنسانية التي خلفتها المليشيات المتمردة..
كانت المحطة الوسطى بحري وسوق سعد قشرة شريانًا رئيسيًا يربط بين مدن العاصمة الثلاث: الخرطوم، أم درمان، والحاج يوسف، حيث شكلت نقطة تجمع للقادمين والذاهبين من مختلف الاتجاهات. لم يكن هذا الموقع مجرد محطة مواصلات أو سوق تجاري فحسب، بل كان ملتقى اجتماعياً واقتصادياً لكل فئات المجتمع، من التجار والباعة إلى العمال والطلاب والمسافرين.

لم يكن السوق مجرد مكان للبيع والشراء، بل كان رمزًا للمحبة والتلاحم الاجتماعي، حيث يجد المحتاج العون، ويشعر الخائف بالأمان، ويجد المريض العلاج، والعشاق ملاذًا للحب وسط الزحام.
لكن كل ذلك تغير مع اجتياح المليشيات المتمردة للمنطقة، إذ تعرض السوق والمحطة لعمليات نهب وتخريب واسعة النطاق، طالت المحال التجارية والبنية التحتية، مما أدى إلى تدمير الاقتصاد المحلي وحرمان الآلاف من مصادر رزقهم. مشاهد الحطام والدمار التي خلفها هذا الاعتداء كانت كفيلة بترك حسرة عميقة في قلوب سكان المدينة، الذين اعتادوا على هذه المنطقة كرمز للحياة والاستقرار……

يقول أحد التجار الذي فقد محله بالكامل: “ما حدث ليس مجرد تخريب، إنه طمس لذاكرة المكان، لم يتركوا شيئًا إلا ونهبوه أو دمروه، لقد فقدنا كل شيء في لحظة واحدة.”

أما إحدى السيدات اللواتي إعتدن التردد على السوق لشراء احتياجاتها اليومية، فتقول: “لم يكن سعد قشرة مجرد سوق، كان مجتمعًا صغيرًا نعرف بعضنا البعض ونتعامل بروح الأسرة، والآن لم يعد له وجود.”

على الرغم من الدمار والخراب، يبقى الأمل معقودًا على إرادة سكان بحري في إعادة الحياة إلى منطقتهم المحبوبة. فكما عاشت المدينة محنًا كثيرة في تاريخها، فإنها ستنهض مجددًا، مدفوعة بعزيمة أهلها وإصرارهم على تجاوز هذه المحنة وإعادة بناء ما دمرته الحرب.

ما حدث في المحطة الوسطى وسوق سعد قشرة ليس مجرد حادثة عابرة، بل هو جزء من مأساة أوسع يعيشها السودان في ظل النزاع المستمر. ومع ذلك، فإن الذاكرة الحية لهذا المكان ستظل محفورة في وجدان السودانيين، الذين لن ينسوا يومًا ما كانت عليه بحري، ولن يتوقفوا عن الحلم بعودتها كما كانت، بل وأكثر ازدهارًا.

شاركـ علـى
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.