آخر الأخبار
اخبارك في موعدها

سبنا شعبان تكتب : كلمة ونص : محمد مصطفي( وزة )رجل بهيبة السودان وقامة ثلاثة رجال

 

شبكة الوريفة الإخبارية

 

في ساحات الوطن، هناك رجال لا تُحسب أقدامهم بالكيلومترات، بل تُوزن أقدارهم بمسيرة العطاء التي لا تعرف التوقف. في كل مؤسسة حلّ بها، كان رمزًا للالتزام والانضباط، مجسدًا المعنى الحقيقي للوطنية والتفاني. هو رجل بهيبة السودان، وقامة بثلاثة رجال، امتدت خبراته بين ميادين النظام والانضباط، من المؤسسات النظامية إلى ميادين الشؤون الدينية والحج والعمرة، حيث حمل همّ خدمة الناس بنفس القدر الذي حمل فيه واجب الوطن.

 

بدأ مشواره في خدمة الوطن من موقعه كأحد الرجال الذين حملوا على عاتقهم مسؤولية حفظ النظام وسيادة القانون. بزيه الرسمي وقف صلبًا، مدافعًا عن الحق، حارسًا للوطن. لم يكن مجرد موظف يؤدي عمله، بل كان نموذجًا يُحتذى به في الانضباط والالتزام، ليصبح مرجعًا لمن عملوا معه، ومصدر إلهام لمن جاءوا بعده.

 

لم تقتصر رحلته على الميادين العسكرية أو النظامية، بل امتدت إلى مجالات أكثر رحابة، حيث تولى مسؤوليات في مؤسسات تعنى بخدمة الدين والحجاج والمعتمرين. في الشؤون الدينية، كان رجلًا يجمع بين الصرامة الإدارية والروحانية، يُدير المهام بروح القانون وقلب الإيمان، محافظًا على قدسية العمل ومكانته. أما في الحج والعمرة، فقد سخر خبراته السابقة في التنظيم والإدارة لضمان راحة الحجاج والمعتمرين، إدراكًا منه لعظمة المهمة وأهميتها في خدمة المسلمين.

 

لم يكن رجلًا منغلقًا على مسؤولياته الرسمية فحسب، بل كان إنسانًا اجتماعيًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى. نال محبة الجميع بتواضعه وكرم أخلاقه، وخدم الناس بلا تمييز، سواء كانوا من أرحامه، أصدقائه، زملائه أو حتى من لجأ إليه طلبًا للعون. رغم انشغاله الدائم، لم تنسه مسؤولياته الرسمية عشيرته وأهله، فكان كلما أحس بالشوق إلى أحبته، جاب أحياء الأزهري والإنقاذ، يزور أهله وجيرانه وأحبابه، ينثر بينهم الفرح، ويغرس في قلوبهم المحبة، مؤكدًا أن الإنسان مهما علت مناصبه، فإن قيمته الحقيقية تكمن في قربه من الناس.

 

ليس من السهل أن تجد شخصًا يجمع بين القوة واللين، بين الانضباط والمرونة، بين المسؤولية والإحسان. لكن هذا الرجل كان تجسيدًا لهذه المعادلة الصعبة، فكان حضوره يفرض الاحترام، وكلمته تزن بثقل الخبرة، وأفعاله تتحدث قبل أقواله. كانت مواقفه تنم عن قائد يعرف متى يكون حازمًا ومتى يكون رحيمًا، فاستحق أن يُلقب برجل بهيبة السودان، وأن توزن قامته بثلاثة رجال.

نص كلمة:

وستبقى بصماته شاهدة على رجل لم يكن مجرد اسم في قوائم الموظفين، بل كان قصة من العطاء، حكاية رجل صنع فرقًا أينما حلّ، وترك أثرًا لا يُمحى في قلوب من عملوا معه.

شاركـ علـى
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.