رصد : سبناشعبان
في لحظة عفوية، وبفرحة لم تستطع مقاومتها، وجدت الخالة مريم نفسها ترقص وسط الشارع، تعبيرًا عن سعادتها الغامرة بتحرير مدينة مدني والانتصارات التي حققها الجيش. لم يكن في حسبانها أن تصبح هذه الرقصة حديث السوشيال ميديا، وأن تتحول إلى “ترند” يجتاح المنصات، يثير الإعجاب عند البعض، والتندر عند آخرين.
لكن ما لا يعرفه كثيرون عن الخالة مريم، هو أنها ليست مجرد امرأة عبرت عن فرحتها بحركة تلقائية، بل هي شخصية لها باع طويل في التربية والتعليم، وهي معلمة قديرة خرجت أجيالًا على مدار سنوات من العمل التربوي. بحكمتها وصبرها، كانت مثالًا للأستاذة الخلوقة ذات البال الطويل، تعرف كيف تحتضن الأطفال، تفهمهم، وتغرس فيهم حب الوطن والأخلاق والقيم .تسكن الخرطوم مدينة الازهري حي الانقاذ.
ورغم أن بعض التعليقات الساخرة حاولت التقليل من شأنها، إلا أن كثيرين دافعوا عنها، وعبّروا عن إعجابهم بعفويتها وصدق مشاعرها. كتب أحد المعلقين: “الخالة مريم جسّدت بصدق مشاعرنا جميعًا، لكن الفرق أنها امتلكت الشجاعة للتعبير عنها علنًا.” وقال آخر: “هذه ليست مجرد رقصة، بل فرحة وطنية خالصة.. كم نحتاج لمثل هذا الصدق في مشاعرنا!” كما وصفها أحد المغردين بأنها “روح السودان الحقيقية.. الفرح البسيط النابع من القلب.”
هي لم تكن تبحث عن شهرة أو أضواء، لكنها وجدت نفسها أيقونة للفرح العفوي، رمزًا للحب الصادق للوطن، ورسالة لكل من يستهزئ بها أن الوطنية ليست شعارات فقط، بل إحساس حقيقي يعبر عنه كل شخص بطريقته.