لم تكن تلك المشاهد التي انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي مجرد لقطات عابرة، بل كانت رسائل نابضة بالعاطفة والمشاعر الصادقة التي تحركت في صدور السودانيين وغيرهم حول العالم
إنها لحظات تاريخية لا يمكن محوها من ذاكرة الوطن، حيث دموع الرجال أصبحت أغلى من أي كلمات تعبيرية، تروي حكاية نضال طويل ووجع عميق، لكنها تحمل أيضاً أملاً لا يموت.
في تلك الفيديوهات المؤثرة واتي ما زالت تتدفق علي المنصات الاعلامية فرحاً بتوالي الانتصارات، رأينا رجالاً من القوات المسلحة بمختلف مكوناتها وهم يعانقون إخوتهم الأسرى المحررين، مشاهد مليئة بالدموع التي لم تعرف الخجل، بل كانت شهادةً على معاناة الوطن وتضحيات رجاله.
دموعٌ تجسدت فيها مشاعر العزة والحزن والوفاء لشهداء الوطن الذين تركوا خلفهم إرثاً من البطولة والتضحية.
“أخذنا لكم الثأر، ولكن تأخرنا قليلاً”، هكذا يعبّر لسان حال الجنود وهم يحتضنون رفاقهم المحررين. كلمات تخترق القلوب وتفتح أبواب المشاعر الجياشة، لتذكرنا جميعاً بأن الحرية ليست ثمناً زهيداً، بل تُدفع بدماء الأبطال ودموع الرجال الصادقين.
تلك اللحظات جسدت وحدة الوطن، حيث انصهرت الفروق وتوحد الجميع تحت راية واحدة: راية السودان الذي يناضل أبناؤه من أجل كرامته وعزته.
لم يكن البكاء في تلك اللحظات ضعفاً، بل قوة تُظهر أن الرجال وإن كانوا صلبي العود، يحملون قلوباً نابضة بالإحساس والإنسانية. بكاؤهم كان دليلاً على أنهم لم ينسوا رفاقهم الذين ارتقوا شهداء، وأنهم لا يزالون على العهد، يسيرون على درب الوفاء للوطن.
إلى كل من شاهد تلك الفيديوهات: ابكوا معهم، شاركوهم أحزانهم وأفراحهم، فهذه الدموع ليست مجرد ماء، إنها دموع الوطن الذي ينزف فرحاً وحزناً في آنٍ واحد. دعونا نتأثر بهم، نستلهم من صمودهم وعزيمتهم، ونجعل من دموعهم رسالة أمل وسلام.
ما أصدق تلك اللحظات وما أعمق تأثيرها! حين يبكي الرجال، يبكي معهم الوطن، ولكنها دموع لا تزيدهم إلا عزماً وقوة، ودرساً لنا جميعاً أن نحب هذا الوطن بصدق ونقف مع أبنائه في أحلك الظروف. سلامٌ على دموع الرجال الغالية، وسلامٌ على السودان وأبطاله الأوفياء.