آخر الأخبار
اخبارك في موعدها

طفولة في جحيم النار: صرخة غرب دارفور التي لا تُنسى

احمد بامنت
كان من المتوقع ان يمضي الحدث كما هو متوقع له، او هكذا كنت اظن،، وليس كل الظن اثم!! فالتكليف بتغطية حدث هنا او فعالية هناك درجنا عليها في مسيرة العمل الصحفي الشائق احيانا والشاق في مجمله وفي هذا الحدث شق علي انفسنا وكل الحاضرين بقاعة امانة ديوان الزكاة بكسلا وهم يتابعون وقائع عرض تقرير مجلس رعاية الطفولة لولاية غرب دارفور ضمن فعاليات ملتقي امناء مجالس الطفولة الولائية الذي يعقد عقب مالحق بالبلاد من دمار جراء حرب الخامس عشر من ابريل وانطلقت فعاليات الملتقي وكما هو مخطط له ،وتقرير تلو تقرير وكلمة تلو اخري لم يكن هنالك شي خارج المالوف حتي تقدمت ولاية غرب دارفور لتعرض سفر مختلف حمل الاستاذ عبداللطيف حماد وزميلته الاستاذة محاسن علي عاتقهما حمل تلك الارض التي حملت عبء الماسي الانسانية لتكون شاهدة علي الوجه الاخر للانسان وليكونوا هم رواة يحكوا للحاضرين معاناة الطفولة هناك .. الاطفال الذين يدفعون ثمن صراعات لاذنب لهم فيها فاستطاعوا تصوير واقع الحال الذي احاول جاهدا دون جدوي ترجمته في هذه المساحة علي الرغم من انهم لم يكتفوا بالسرد فقد استشهدوا عليه بالصورة لمذابح حقيقة لقلوب انطفأت فيها انوار الرحمة وتدثرت لباس الحقد لترتكب ابشع الجرائم في حق 900 روحا طاهرة برئية كانت تحلم باحلام صغيرة لاتتجاوز مساحة الركض واللعب يصنعون منها عوالم من الامل عرضهم امين مجلس رعاية الطفولة عبداللطيف حماد ارقام لضحايا تلك الحرب واكملت السىرد والتوثيق الاستاذة محاسن لتضيف عدد 500 طفلا اخر تم حرقهم احياء بحي الجبل و200 طفل قتلوا داخل مسجد لحظة عرض تلك المشاهد وتؤثيق تلك الجرائم وجم المؤتمرون وخيم الصمت كنت احدق في وفد ولاية غرب دارفور حينها وبين ملامح الحاضرين احيانا وبين تصور تلك اللحظات حتي تكاد تسمع صرخات الاطفال تمزق حاجز الصمت الذي خيم علي ارجاء القاعة.
أمام هذه الكارثة، يقف وفد مجلس رعاية الطفولة لولاية غرب دارفور عاجزاً عن إيجاد الكلمات لوصف الألم. ليقدم سؤالا مشروع كيف نبدأ في لملمة شتات هذه الفاجعة؟ كيف يمكننا أن نعيد الحياة إلى أرض ابتلعت دماء أطفالها؟” استفسارات يكاد يسمعها كل من لديه ذرة ضمير.
إنه ليس مجرد عدد، ليسوا مجرد أرقام في سجلات الموت، بل كانوا أزهاراً في بستان الطفولة. كل طفل منهم كان يحمل اسماً، حلماً، ضحكة صغيرة كانت تملأ البيت بالفرح. الآن، تحولت الضحكات إلى ذكريات تُروى في قلوب ممزقة.
وسط هذا السواد ،،تبرز الإرادة الإنسانية التي تأبى الانكسار لتطلق نداءات الاستغاثة لتخفيف وطأة الألم،وإعادة بناء ما يمكن بناؤه. ليس من السهل أن تعيد طفلاً فقد عائلته، أو تعالج جراح نفسية لا تُرى، لكنها تُحس بكل ألم ليكون هذا التقرير دعوة مباشرة للمجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية لتكثيف جهودها في دعم أطفال غرب دارفور ولكل اطفال السودان لتوفير الأمن والحماية ليتقدموا في مسيرة الحياة فالحياة لابد لها ان تستمر .

 

شاركـ علـى
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.