آخر الأخبار
اخبارك في موعدها

* الحرب العبثية بين الدب الروسي والتاج البريطاني

 

# كتب : أحمد يس

أثار إستخدام روسيا الفيدرالية حق النقض ( الفيتو ) ضد مشروع القرار المقدم من المملكة المتحدة ودولة سيراليون في جلسة مجلس الأمن الدولي يوم الإثنين الموافق ١٨ نوفمبر ٢٠٢٤ م والخاص بالحرب في السودان ،أثار غضب وإستنكار ملايين السودانين الذين إكتووا بنار الحرب العبثية التي أكلت الأخضر واليابس ومازالت تواصل مقصلتها العمياء حصد أرواح السودانيين وتدمير مقدرات من تبقى منهم على قيد الحياة ،
وكما قسمت الحرب العبثية السودانيين إلى فسطاطين طوليين ( بل بس ) و ( لا للحرب ) فقد قسمهم الفيتو الروسي ما بين مؤيد ومعارض له ، حيث دارت بين القسمين معارك إفتراضية لا تقل ضراوة عن الحرب العبثية عمقت المسافات بينهم وزادت من رقعة تغبيش الوعي الجمعي وكشفت بكل أسف عجز السودانيين عن إدارة خلافاتهم وتحري الطريق الذي يحقق هدفهم في وطن آمن ومافي تسوده العدالة والسلام والحرية ، هذه المعارك الإفتراضية كانت ساحاتها المنصات الرقمية من فيسبوك وواتساب وأخواتهما .
ولكن ماهي فحوي مشروع القرار البريطاني السيراليوني الذي طرح للنقاش في مجلس الأمن الدولي ، حيث دعي القرار إلى وقف إطلاق النار وحماية المدنيين وإدانة إنتهاكات الحرب ومحاسبة الجناة وإيصال المساعدات الإنسانية وتنفيذ إتفاق جدة ، ورغم عدم ذكر إدخال قوات دولية إلى السودان صراحة في مشروع القرار إلا أن روسيا إستخدمت حق النقض لأنها إستشعرت كما ذكر سفيرها بالمجلس بأن بند حماية المدنيين دبج ليكون تمهيدا لتدخل دولي قادم وأنها ترى بأن الحكومة السودانية هي المخولة شرعيا بإستدعاء قوات دولية إلى بلادها من عدمه ، ولكن قد يسأل سائل هل روسيا بموقفها الشاذ عن ١٤ دولة مؤيدة للمشروع بريئة وحريصة على السودان وشعبه علما بأن الدول تتخذ مواقفها فقط لخدمة مصالحها ، كما قد يتساءل آخر هل بريطانيا ومشروعها سليمة النية تجاه شعب السودان وتنشد إستقراره وأمنه أم تحركها مصالحها ، البديهي في العلاقات الدولية ان تحكم الدولة مصالحها في إتخاذ مواقفها ولكن ما هي المصالح الروسية والبريطانية في السودان.
الحرب الدائرة تمثل مصدر دخل هائل لروسيا سلاحها يتسيد الساحة السودانية بلا منازع أو منافس حيث لم يسكت صوته منذ ١٩ شهر في السودان ، ويمثل الذهب السوداني أكبر مصادر تمويل حرب روسيا ضد أوكرانيا ، بينما تمثل بريطانيا مصالح نفسها وقيم السيطرة الغربية على العالم الثالث حيث مراكز النفوذ وسعي المشروع الغربي الموسوم بريطانيا إلى تقليم أظافر نفوذ روسيا في أفريقيا .
تزامن ترؤس بريطانيا لمجلس الأمن الدولي في هذا الشهر مع زيارة وفد تقدم إلى لندن وبروكسل مما أثار حفيظة داعمي إستمرار الحرب وإتهامهم لتقدم بتحريض المجتمع الدولي على إرسال قوات دولية إلى السودان لحماية المدنيين ، إذا وجهت سؤال لأي مواطن سوداني عن كيف تتمنى أن ترى بلادك في المستقبل مثل النموذج الروسي أم البريطاني ؟ لإختبار بلا تفكير أو تردد النموذج البريطاني!! هنا تدرك عزيزي القارئ أن تنسيقية تقدم وبريطانيا إلتقيتا في نفس القيم والمبادئ في الحكم الرشيد الذي ينشده المواطنون السودانيون

شاركـ علـى
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.