آخر الأخبار
اخبارك في موعدها

*الكوليرا والفيضان الكارثة المزدوجة بين احضان الجمال*

احمد بامنت

لم يعد هدير ذلك النهر المجنون نهر القاش يرعب اهالي مدينة كسلا الجمال ، فذلك النهر قد خلق علاقة حميمة مع اهل الوريفة فتغنوا له ويطربهم صوت جريانه وهو لم يبخل عليهم بخير وخيراته من تجديدا للتربة بسبب نسب الاطماء الذي يحمل مع جريانه، كما انهم دوما يتحسبون لغدره و يحفظون له الود والحب كله ، الا ان هذا العام جاء مختلفا في كل شي فلم تكن الوريفة ترقد هادئة كعادتها دوما فقد استقبلت ارض جبال التاكا الالاف من المواطنين الذي شردتهم الحرب اللعينة واحتمو تحت ظل جبالها الشامخة وكانهم يتدرعون به في مواجهة تلك القوي الغاشمة التي شردتهم من منازلهم ولم يكن في حسبانهم ان يجدوا امامهم عدو اكثر بشاعة واكثر فتكا من ذلك العدو عدو عير مرئي يحصد الارواح في صمت رهيب واضحي مهددا لحياة الالاف الابرياء من سكان الولاية انه وباء الكوليرا ذلك الزائر غير المرغوب فيه حيث تم الاعلان الرسمي عن ظهوره في الثاني عشر من اغسطس وذلك بتسجيل حوالي (658) حالة اصابة مؤكدة نجم عنها تسجيل (28) حالة وفاة فقد سجلت ولاية كسلا وحدها (300) حالة بينها (22) حالة وفاة هذا كله مع اوضاع انسانية بالغة التعقيد اذ تشهد تلك المدينة الحالمة نسب متزايدة من الامطار ومؤخرا شهدت بعض محلياتها سيول وفيضانات لذلك النهر المجنون الذي احدث اضرار بالغة في اجزاء واسعة من المحليات الشمالية لولاية كسلا كل هذا ياتي مع تفاقم الاوضاع الصحية ونقص في الموارد والامكانيات لمكافحة ذلك الوباء علي الرغم من تلك الجهود المبذولة من قبل وزارتي الصحة الاتحادية والولاية وجهود المنظمات الانسانية العاملة بولاية كسلا فضلا عن المبادرات المجتمعية الا ان الخطر اكبر من ذلك الامر الذي يتطلب المزيد من الجهد وان تتضافر كل تلك الجهود لمجابهة الازمة فان التحدي كبير الامر الذي دفع والي الولاية المكلف اللواء ركن معاش الصادق محمد الازرق بان يطلق نداء استغاثة حيث قال ان كسلا تواجه اوضاعا استثنائية وتحديات تفوق امكانياتها مشيرا الي ان الولاية تستضيف اكثر من 100 الف اسرة نازحة من الولايات والمناطق التي تأثرت بالحرب وجاء علي ذلك الفيضانات والسيول التي اجتاحت محليتى ريفي اروما وشمال الدلتا جراء فيضان نهر القاش وبذلك تصبح الازمة ازمة مزدوجة ويتضاعف كل ذلك بما يعانية المواطن من اوضاع اقتصادية طاحنة ومع كل ذلك ستظل غريزة الحياة تدفع لتتصدي وتقهر كل تلك العقبات وتقف كسلا بجبالها شامخة دوما ومع دعوات الصادقين بالصحة والسلامة للجميع .

شاركـ علـى
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.