ضياع مدن وطمس حضارات

🖊 عبدالله محمد عثمان
*حبوبتى قبل تموت ربنا يرحمها كانت بتحكي لينا وعيونها ملانه دموع وخانقاها العَبره عن تهجير اهلى الحلفاوين وعن ضياع مدينه وطمس حضاره امتدت لأكثر من خمسة آلاف سنه قبل الميلاد.
لايزال أثر تهجيرهم النفسي فى دواخلنا.
والهجره من زمنا قديم زي الساقيه فينا مدوره..
عايلة ابوى عبدالرحيم من حلفا جات( متهجرة ) .
*ومازالت الهجره قائمه فى بلادي بمختلف اسبابها بحثاً عن مستوى افضل للعيش والسكن والأمن.
*دايماً فى حاجه فيك ما عايزه تغادر.. وتأبى ان ترحل.
لانو ببساطه فى قطعه منك بتكون إلتصقت بالمكان الانت فيهو.
*لكن تأكد انو الرحيل هو القرار الصح لمان يضيق بيك المكان.. ويكون مافى ولا بصيص امل ولو صغيره للبقاء.
*اقسي وأصعب انواع الهجرة والرحيل هو النزوح القسرى الذى يمارسه القتله والمجرمون والطائفيون تجاه المجتمعات.
*مافى أوجع من شعور انك تغادر مكانك الاول ولى وين؟ إلى المجهول ويمكن زاتو ما ترجع.
ييخ صعب.. ومؤلم شديد.
*في دنيا( الحروب والتهجير ) كلنا بقينا في هم مضاعف( هناك الهم بدل واحد همين ) .
*الحرب دي وضعت فينا وصمه من( المعاناه والتعب والهم ) حزينه جدا.
*ييخ الحرب دي لمان غيرت جتتنا.. وبدلت ملامح صوتنا..وخلتنا نكبر عشرات السنين لى درجة انو بقينا ما نعرف بعض.
*الفترة النحن فيها دي ما بتتجازف الا بى شوفة الأصحاب وقعدة جبنه طويله كدا ملياااانه ضحك وتشغيلات.
*اكثر من عشرة ملايين نازح فى واحده من أسوأ أزمات النزوح الداخليه أُجبروا على الفرار من ديارهم.. تشتت حياتهم..وضاعت احلامهم.. وكل رقم يحكى عن قصه حزينه.
*وتمر مراكز ومناطق الإيواء بظروف قاسيه ومؤلمه جدا بكل تفاصيلها.
الناس فى الشوارع والعراء..
والمياه تجتاح المدارس..وتغرق الخيام .
والجوع .. والمرض.. والباعوض.. والحشرات .
والفلس وعدم الشغل يزيد من المعاناه أضعاف مضاعفه.
*التحيه للمراة فى كافة مناطق اللجوء وهي تواجه ظروف استثنائيه.. وهن يكابدن ويلات الحرب .
*حرب ضروس تخاض على أجساد السودانيات بتعرضهن لأسوأ انواع الانتهاكات.
*وحياتك.. حاول تطبطب للقلوب التى جرحت فى النزوح ولو بدعوة للكريم .
*ربنا معاك يا صحبى .. وانت بترحل عن مدينتك قسرا .. ح تتعبك الغربه والشوق ح ياكل منك حته .
*قلبى معاك وانت لأول مره تحاول تنفصل عن جذورك..وتمر باقسى لحظات الوداع .. والخروج من الوطن الصغير إلى المجهول فاراً من أعداء الوطن والناس والفرح .
*ايها المتعبون . . فالنتفق جميعأ انو الفتره دى مثقله بالتعب والحزن . . ولكن تأكدوا ان القادم احلى ان شاءالله.
*ياصديقى.. احلم بالعوده ما استطعت إلى ذلك سبيلا ..وتذكر دائما نبوءة محمود لانها تولد فى الناس العشم بأنها ستكون آخر أحزان الوطن .. بإقتلاعهم من الجذور. *كن بخير ياصديقى.
*مشاهد من المخيمات :
*مشهد اول :-
والحزن فينا كائن يمشى على ساقين هو من فتات الروح .. ونحن لا نتخير الحزن ثيابا كى نسمى فى القواميس بكاء.
همنا ان نضغط الكف على الكف ونمشي..واذا جُعنا تقاسمنا الرغيف.
*مشهد تانى :-
لعلنى حينما يهطل المطر .. يلتبس الامر فأبكى انا معه .. او يبكى هو معى .. وبهذا الالتباس يعجز الآخرون ان يعرفوا هل هذه دموعى.. ام دموع المطر ؟
*مشهد اخير :-
كنت ملفوفاً بالتعب كعمامة اعرابي يجول المدينة للمرة الاولى.. وخرجتُ من لدن خيمة ممتلئاً بالحزن .. فوجدت المدينة قد فقدت ملامحها.. والأشياء فقدت قيمتها.. والطرق لم تعد كما هي .. وخُيِّلَ لى ان الحياة توقفت من النبض وتساوت لدي الامكنه والاوقات.. فكأنما خرجتُ من خيمة هي مصنع للاحزان.