كسلا : حامد ابراهيم
ضمن أعضاء المبادرة الشعبية الطوعية لإسناد التأمين الصحي التي ابتدرها الزميل همرور حسين جلسنا مع مدير الصندوق القومي للتأمين الصحي الدكتور الإنسان بدر الدين عركي لنستقي منه كفاحا موقف هذه المؤسسة الوطنية القومية التي لها ارتباط مباشر بالمواطن وتستمد أهميتها في أنها يفترض أن تقدم الخدمات الصحية لأكثر من 80% من الشعب السوداني وبالتالي فهي واحدة من مؤسسات الحماية للمواطن فبعد أن رفعت الدولة يدها عن تقديم العلاج المجاني في منتصف تسعينيات القرن الماضي تصدى التأمين الصحي لهذه المهمة العسيرة فبلغ فيها بجهود وتخطيط الرجال والنساء شأوا بعيدا من النجاح ۔
نبعت فكرة المساندة الشعبية للتأمين الصحي المؤسسة وليس الأفراد من بعض أبناء كسلا المستنيرين الغيورين على الولاية المشفقين على إنسانها إدراكا منهم للدور المتعاظم الذي يقوم به التأمين الصحي خاصة في أوساط الشرائح الضعيفة مقرونا ذلك مع الظرف الاستثنائي الذي تمر به البلاد وانعكاسه على مؤسسات الدولة الفاعلة مما يتطلب الوقوف معها ومساندتها – أدبيا وإعلاميا – على أقل تقدير حماية لها من التداعي والانهيار
في مستهل جلستنا معه أبدى الدكتور عركي تفهما كبيرا لدور الاعلام وأن أبوابهم مشرعة دوما للباحثين عن الحقيقة وطالب الإعلاميين استقاء المعلومات من مصادرها وانتهاج المهنية والنقد البناء وليس الهدام
ثم دلف لأداء التأمين الصحي بولاية كسلا معلنا أنهم على الرغم من الصعوبات الكبيرة التي مروا بها من تقلص التمويل وعجز كل من وزارة المالية الاتحادية والولائية عن الايفاء بالتزاماتهم نحو الصندوق إلا أنهم تمكنوا من مواصلة رسالة التأمين الصحي وأن مراكز تقديم الخدمة للمشتركين التابعة للصندوق وعددها 25 مركزا لم تتوقف قط عن تقديم الخدمة للمشتركين وهو إنجاز لم يحدث في أي ولاية من ولايات السودان الأخرى ومع إقرار الدكتور عركي بالربكة التي حدثت في توفير الدواء في الشهرين الأولين للحرب نتيجة عن عوامل خارجة عن إرادتهم إلا أنه أكد أنهم سرعان ما تداركوا الوضع وقال أن الموقف الدوائي الآن مطمئن ويفوق 75% وأن الصندوق حريص على استدامة توفير حوالي مائة دواء هي الأكثر أهمية واستهلاكا للمواطن وحول موقف العمليات الجراحية بالمستشفيات العامة وهي من أهم الخدمات التي يفترض أن يقدمها التأمين قال الدكتور بدر الدين عركي أن موازنة الولاية للعام 2024م هي المعضلة التي ساهمت وتساهم حتى الآن في حرمان المواطن من الاستفادة من حقه في التأمين وذلك بعدم إشراك صندوق التأمين الصحي في تحديد تسعير العمليات الجراحية وهو أمر أساسي وجوهري وبالرغم من تنبيهنا للوالي السابق الذي وضعت الموازنة في عهده فقد أجيزت الموازنة وقد وضعت أسعار العمليات في المستشفيات الحكومية على أسس تجارية بحتة وبمقارنات مع المستشفيات الخاصة وهو الأمر الذي جعل تطبيقها من قبل الصندوق أمرا مستحيلا لأنه ببساطة سيؤدي لانهيار خدمات التأمين الصحي خلال شهر أو شهرين وعن الحلول قال أنه ونتيجة لتوجيهات الوالي الحالي اللواء الصادق محمد الأزرق فقد وصلنا لإتفاقيات مع المستشفيات العامة بكسلا وحلفا الجديدة واستؤنفت فيها خدمة العمليات الجراحية ونحن الآن في نقاشات مستمرة مع إدارة مستشفى كسلا السعودي للولادة وقال إننا سنصل معهم لحلول قريبا جدا بإذن الله وأضاف أنه لا توجد أية مؤسسة أو جهة باستطاعتها أن تحل مكان الصندوق وأن استدامة الخدمات الصحية للمواطن وديمومتها هي مهمة حصرية للصندوق القومي للتأمين الصحي
بالرغم من التحديات الجمة التي تجابه الصندوق القومي للتأمين الصحي ولاية كسلا وعلى رأسها انكماش التمويل إلا مدير فرع كسلا بدى متفائلا وواثقا بتحسن الأداء