بقلم : خالد حميده
الحلقه(22)
ومازالت الوريفة تمنحنا الجمال، وتهبنا العطاء ، واليوم يتجسد الجمال ويبدو العطاء لدى شخصية شابة كونت نفسها في بلاد العم سام، ووضعت لها اسما هناك، ورغم امتداد ثمرته بعيدا لكن جذوره راسخة في أرض الوريفة لم يبرحها عاطفيا ووجدانيا.
…….. محمد عبدالله الشابك ،……
سليل تلك الاسرة المعروفة في كسلا. وإبن الرياضي المطبوع عبدالله أحمد الشابك ، الذي عرف بحنكته الإدارية في عهده.
كانت مراحله التعليمية كما يلي:
الابتدائية الميرغنية (ب) بنين
الأهلية المتوسطة بنين
كسلا الثانوية بنين
بكالوريوس العلوم الإدارية معهد الكليات التكنولوجية
دبلوم المحاسبة كلية إدموند واشنطن
ماجستير العلوم الإدارية والمالية جامعة سياتل سيتي
أما مهامه العملية التي شغلها فقد عمل :
– مراجع حسابات قانوني بمكتب أحمد عبدالله باجنيد بدبي ، نائبا للأستاذ المرحوم مصطفي طاهر شنقراي
– محاسب أول للسيد سعيد خلفان الغيث وزير الدولة لشؤون الرئاسة للمجموعة شركات الغيث بدبي.
– محاسب أول لشركة السيد عبدالله بقشان فرع دبي.
– محاسب بشركة دبي للمواصلات.
– يعمل الآن في إدارة وتجارة المواد الغذائية بواشنطون .
أما كسلا فكانت عشقه ومرتع صباه، فراق غير مقصود ساقته الأقدار دام لأكثر من ثلاثين عاما، وعشم للعوده واللقاء . كانت كسلا هي المحبوبة الأولي التي لم ينقطع عنها الوصال و العشم في كل خطواته وكتاباته وأشعاره، قال فيها:
وأعاد يا كسلا
وعود الأمس أقطعها
ويحدوني الأمل
بأنك دنيتي ودياري
وما أتلوه من حلو الشعر. .
وقال في محبتها أيضا:
هو ذا فؤادي بحبك ينبض
أنفاس حبك فيه كالروح تطوف
والدم في شريانه يغدو حنينا
وعلي جوانحه شجنا يروح
ومواكب الأشواق ما هدأت به
وما برأت بحلو لماك فيه جروح
قد تاب من عشق المكان مدينتي
فمتي بربك منك يا(كسلا) يتوب
ويظل هذا الحنين والشجن يراود خاطره ويلازمه في ليالي الغربة الطويلة . وهو يفتخر بهواه الشرقي مسقط رأسه الذي يكن له كل الإحترام والتقدير حين قال:
شرقي الملامح أعتلي توتيل
مجدا ساميا
تاجوج عشقي عاش أبد الدهر
عشقا غاليا
ونهلت من فيض المعارف والفنون
فكان العلم فيك مراميا
كمل الجمال مدينة العشاق واجتمعت
فيك الخصال أدبا راقيا
حسان بل اسحاق بل كجراي ما ذكروا
يلوح الشرق بدرا عاليا
أنا فيك يا كسلا رضعت ثدي العز
فصار العز فيك شرابيا
في كل بلد ذقت من مر السقام
الا بأرضك قد لقيت شفائيا
الفل والريحان من أصل الجنان
والناس كالأنسام درر صافيه
الكرم شيمتهم والخلق والأخلاق
فيهم باقيه
يا سامرا بالقاش هل حدثتني
ما فات من عمري وحلو شبابيا
قد تاهت الخطوات في هجر
عن جنة العشاق صارت نائيه
لو أنني خيرت في أمري
لاخترتها كسلا بها الميلاد
وفيها مماتيا
كما تناول في شعره مرثيات خلدت نجومها الذين ترجلوا ورحلوا منها.
مرثية الفنان الراحل محمد مطر :
معاك سلامه ودعناك
وداعه الله
مابننساك لا ساحاتنا لا الحله
ولا الفرح البسوقو غناك
بيحضن شوقنا بالضمة
ورثى الاجتماعي الراحل محمود مقر:
كنت الحب كل الحب
عهد الحب ، لون الحب
طعم الحب ، رمز الحب
ومذ فارقت دار الحب
قال الحب إني راحلا
كما رثي الأستاذ الأديب الأريب والإداري الفذ الراحل علي عماره ، حيث نظم :
والغنا الطاعم كلامو
البشيلو الليل نسايم
فوق فريقنا وكل حارة
الليلة غاب وماأظنو بعدك …
يلقي في الإحساس مكانه ..
إنت تبكيك السواقي
النايمه في أحضان خداره
وإنت تبكيك القصايد
البلحروف أشعلته ناره
فكتاباته تشكل نسيجا من المحبة للوريفه وأهلها ولأبناء جيله الذين ابتعد عنهم بسبب الغربة. لكنه رغم البعد كان حاضرا في كل المناسبات مشاركا بحضوره الوجداني في كل الفعاليات والأحداث .
ومما قاله:
قتل حب ليلي قيسًا ، وأخاف أن يقتلني حب كسلا وأهلها.
له عدة نصوص مسجله بالإذاعة والتلفزيون تغني بها مجموعه من الفنانين ، فقد تغنى له الأستاذ عبدالولي مختار ، الأستاذ إدريس عثمان عباس والراحل محمد مطر ، والفنان محمد أدروب
كما كانت له إسهامات عديدة في مجتمع السودانيين بأمريكا ومنها فقد شغل منصب سكرتير مالي لدورتين لدار الجمعية السودانية الأمريكية بسياتل
متزوج وأب لعبدالله و الأمين ومنيره والتوأم فارس وفهد.