بقلم : خالد حميده
الحلقه(3)
كسلا حبلى بالعديد من الأعلام علمنا اليوم مختلف، فهو سارية ترفرف أعلى قمة جبل توتيل، يراها بقلبه كل محب لكسلا .
……. عبد الله مزمل الزبير……..
ابن الختمية ورمزها الكبير .
هو مثل كسلا، متنوع الأعراق؛ إذ تعود أصوله لعدد من الولايات وله علاقة دم بالحسيب النسيب السيد علي الميرغني .
يكفي أنه ولد بالسروراب أرض الصلاح، ثم نشا وترعرع بالختمية في ظلال الضريح ومدائح الخلفاء .
والده علم من أعلام المدينة وكذلك إخوته وأخواته.
لعب عبدالله مزمل كرة القدم في روابط الحي، ومنها أنتقل لتوتيل المجد وصعد بهم للثانية، ومن توتيل انتقل للميرغني في عهده الذهبي ورغم وجود عمالقة وسط فريق الميرغني آنذاك عادل العمدة ، صلاح بلال له الرحمة ، عبد المنعم الحبشي ، كمال قسم الباري ، ، بشرى بين ، عادل الجاك وغيرهم من العمالقة، لكن كابتن عبدالله سرعان ما لعب أساسيا، وأول مباراة له لا زالت تسجلها ذاكرة المرغناب؛ حيث لعب ضد هلال بورتسودان في عقر داره ، وكان بحق ديربي الشرق . ورغم هزيمة الميرغني بهدفين لهدف، إلا أن عبد الله مزمل كان نجم المباراة بلا منازع رغم حداثته وكان صاحب هدف الميرغني الوحيد.
لعب في الفريق القومي للشباب مع لاعبين صاروا نجوما في سماء الكرة السودانية مثل مبارك سلمان وحسن حامد ، الجقر ، مجدي الزومة . وقدم مستويات مبهرة أغرت أندية القمة هلال مريخ وأندية بورتسودان: حي العرب والهلال بضمه، ولكنه رفض وآثر المواصلة في الميرغني الذي كان وقتها من أندية القمة السودانية.
لم يجلس عبد الله مزمل طيلة مشواره كلاعب على دكة الاحتياط إلا أن الإصابات كانت له بالمرصاد، فحرمت المدينة والسودان من لاعب مهول عرف بالمهارة العالية كلاعب وسط واشتهر بحرارة قلبه وفدائيته وجسارته.
فأنهت الإصابات مسيرة هذا الشهاب اللامع باكرا؛ حيث تعرض لقطع في الرباط الصليبي، ورغم محاولات علاجه في القاهرة لم يعد للميادين مرة أخرى .
ثم كانت الهجرة لدولة قطر عام ١٩٨٧ م ومنذ ذلك الحين تعرفه أوساط الجالية السودانية في قطر كشخصية اجتماعية من طراز فريد، وأحد قادة رابطة أبناء كسلا بقطر وهي الرابطة الأكبر عددا وأشهر أعمالا بفضل الله ثم بفضل مجهودات عبد الله مزمل ورفاقه؛ حيث تولى رئاسة الرابطة لدورات عديدة.
وحتى حينما لا يكون في كابينة القيادة يكون متواجدا في ميدان العمل الخيري والطوعي .. عمل جاهدا لمعالجة كل إشكالية يتعرض لها أعضاء الرابطة أو أي فرد من أبناء الجالية أيا كانت منطقته، فلا بهدأ له بال حتى يحل مشكلته، ولعبدالله ورفاقه أيادٍ بيضاء على كسلا تلك المدينة التي سكنت قلوبهم، وهنا لا يمكن حصر إنجازاتهم في بعض الأسطر ، تشهد سيارات الإسعاف للولاية وأجهزة غرف العناية المكثفة للأطفال ، ودورهم في دعم العمليات ودعم الأسر المتعففة وسلة رمضان كتقليد سنوي ودعم سجن المدينة والإصلاحية وغيرها من عشرات الأعمال .
أما في إطار حياته الخاصة فقد تزوج عبد الله من شاهيناز ابنة عمته نفيسة الزبير رحمها الله .. وله منها خمس بنات و بفضل الله وحسن تربيتهم لهن في العلم سهم عالٍ؛ إذ تخرجن طبيبات وبعضهن في طريقهن للتخرج طبيبات .. يحفظهن الرحمن بحفظه ويواصلن مسيرة والدهن في نفع الناس.