▪️محمد بابكر الحاج
_________________
من لطائف الادب …
يقال ان الحلاج من الطف كتاب اللطائف الادبية والرسائل فهو يعنون رسالته الى محبوبه الاكبر (الله ).
يقول الحلَّاج
مواجيد حقٍّ أوجد الحق كلها
وإن عجزت عنها فهوم الأكابر
وما الوجد إلا خطرةٌ ثم نظرة
تُنَشِّي لهيبًا بين تلك السرائر
إذا سكن الحق السريرة ضوعفت
ثلاثة أحوالٍ لأهل البصائر
… والوجد والعذاب فيضٌ ربانيٌّ يتنزل على الأحبة ولهذا فهو لا يصطنع في وجده ما ويثيره من سماعٍ أو ذكرٍ كما يصطنع غيره:
أنت المُولِّه لي لا الذكر ولَّهني
حاشا لقلبي أن يعلق به ذكرى
الذكر واسطةٌ تخفيك عن نظري
إذا توشَّحه من خاطري فِكْري
وكل شيءٍ في الوجود مادي أو معنوي، هو حجابٌ دون رؤية الله سبحانه، يجب الفناء عنها، كما يجب أن يفنى الإنسان عن نفسه أيضًا.
بدا لك سرٌّ طال عنك اكْتِتَامُه
ولاح صبح كنت أنت ظلامه
وأنت حجاب القلب عن سر غيبه
ولولاك لم يطبع عليك ختامه١٢
.. إن تجربة الحلَّاج الصوفية في المعرفة الإلهية لتجربةٌ فذةٌ عليها طابعه وحده، لقد شارك الصوفية في مواجيدهم وأذواقهم، ثم ابتدع منهجًا خاصًّا به هو سره الأكبر، لقد جعل من الآلام شيئًا مقصودًا لذاته.
أريدك لا أريدك للثواب
ولكني أريدك للعقاب
فكل مآربي قد نلتُ منها
سوى ملذوذ وجدي بالعذاب
يقول ابن الخطيب، في تاريخ بغداد: «إن ابن عطاء لما سمع هذا الشعر قال: هذا مما يتزايد به عذاب الشغف، وهيام الكلف، واحتراق الأسف، وشغف الحب، فإذا صفا ووفا، علا إلى مشربٍ عذبٍ، وهطل من الحق دائم سكب.»
… ومن لطائف مسادير البطانة فهى فى الطف والبداوة ابلغ مسدار المفازة لشيخ العرب وخليفة الأمير: أحمد عوض الكريم
يقول في مسداره المفازة والذي بلغت رباعياته سبع وثلاثون رباعية وهو عبارة عن وصفه لرحلة الحب التي قام بها من منطقة المفازة قاصداً مشروع البانقير بنواحي مدينة عطبرة وكان ذلك في العام ١٩٢٧م يقول:
قُود الخَـبْ واسرِعْ ليْ جَرايدَكْ فَرِّقْ
ويـن الخلَّ يَا تيسْ جَمْ قَفَاكَ مزَرِّقْ
عَبلوجَ الرَّوىَ العَنَفَنْ جَداولُو الجِرِّقْ
إِتْ مِيَبِسَكْ وانا جَـوفي زَادو تِحِرِّقْ
ومن أروع الصور التي عبر فيها الشاعر عن سرعة جمله وحبه الذي أصابه كما يصيب المرض القلب ولا يشفى إلا بالوصال الحميم في ذات الاتصال قوله:-
ضِرْعَاتَكْ مِتِلْ مَكَنَ النَصارى العَـبَّ
دَوماتَكْ بَشيشِنْ فَوق مَحادرَك كَـبَّ
المرَض اللصَابني وفي فُؤادي إتربَّى
غَـير كُـزَيمْ بَراطمَ اللَّينَه ما بِنطَبَّ
ولعل أشهر مسادير شاعرنا أحمد عوض الكريم هو مسدار “رفاعة” ، وهو يحكي قصة رحلته من رفاعة قاصداً محبوبته ومعشوقته المفضلة “مستورات” التي أشتهرت باسم ظهرب، وقد حوى أربع وأربعين رباعية ابتدرها بالمربع التالي:-
رُفَاعَه الرُبَّـه قَـافَاهَا البَليبْ طَـربَانْ
وناطـحَ المِنو مَيثَاق قَلبي مُو خَربَانْ
فوسيب السواقي البيْ اللَّدَوبْ شَربَانْ
بُلودو بَعيدَه فَوقْ في بَادية العُـربَانْ
… احب ما احب من القصائد ..
( الحب كنز والصفا مفتاح ) .. لمولانا فخر الدين البرهانى ..
.. الا المودة ما سألنا حبنا أن المودة رفعة ورشاد… فالمتصوفة فى اصلهم باحثون عن الحب .. فالصوفى الحقيقى حالة حب …
فالحب فى طبقاته الى اعلا طاقات العشق الهيام فيه ابحار لروح سابحة فى ملكوت الخير .. مطلقه ولا محدوده
كنزية الحب فى انه سلام .. واطمئنان .. من حالاته انه كله فى حال واحد لايخالطه الكره ..
الوجد يلهم ويحرك مشاعرنا ويسموا بنا الى ملكوت التداعى ….
ولنا فى ذلك حكى ..