وعند جمعة اليوم يا أعزكم الله وقد أحاطت بنا الحرب، وإحتوتنا الأهوال ، وأدركتنا المصائب، وعم الخراب* ، *وانتشر اليأس ،وخيم بديارنا البؤس ، وصرنا في عسر شديد ،وبلاءصعيب…*
*فنقرأ فى مدرستكم قوله تعالى (فإن مع العسر يسرًا * إِن مع الْعسر يسرًا )…*
*ونطالع عندكم عن أنس بن مالك: كان النبيء – صلى الله عليه وسلم – جالسآ وحياله حجر ، فقال لو جاء العسر فدخل هذا الحجر لجاء اليسر حتى يدخل عليه فيخرجه) …*
*ومنكم نتعلم عن النبي- صلى الله عليه وسلم – أنه قال (أبشروا أتاكم اليسر لن يغلب عسر يسرين)… ، ونسمع منكم عن عمر بن الخطاب (فإنه مهما ينزل بعبد مؤمن من منزل شدة يجعل الله بعده فرجآ ، وإنه لن يغلب عسر يسرين)…*
*ولاغرو فمن علومكم سادتنا .. ندرك أن اليسر مصاحب للعسر ، وهي صحبة مقتضية نقض تأثير العسر ومبطلة لعمله، فتعين أن المعية مستعارة لقرب حصول اليسر عقب حلول العسر أو ظهور الفرج ومنكم نتعلم قواعد أهل الاصول أن (الامر اذا ضاق اتسع) وأن (المشقه تجلب التيسير ) … وإن ساعات المخاض أكثرها ايلاما ولكن يعقبها ميلاد الفجر … وأن بعد الشدة رخاء … وبعد الضيق فرج … وبعد الظلام ضياء … وبعد المسغبة شبع وبعد العطش رواء … وبعد العذاب راحة … وبعد الفراق لقاء … وبعد الفقر سعة وبعد الجدب خضرة وماء … وبعْدَ السهر نوم … وبعد المرض عافية وشفاء … سوف يصل الغائب … ويفكّ العاني … وإن الليل موعود بصبح صادق يطارده على رؤوس الجبال، ومسارب الأودية … وأن المهموم يترقبه فرجٍ مفاجئ يصل في سرعة الضوء، ولمح البصر … وان المنكوب سيفاجئه لطف خفي، وكف حانية وادعة ….وأن مع العسر يسرا …*
*فتتيامن الدعوات أن يحفظكم الله ما حيينا مدرسة نتزود منها كل معني جميل … وندرك فيها كل علم دقيق … وحصنآ نلوذ به كل ما أدركتنا الشدائد … وواحة ظليلة نفيء اليها اذما أدركنا العسر ومسنا الضر … يا من أنتم بشارة موسي إذما أعيد لامه فقرت عينها … وقميص يوسف اذا ما القي الي يعقوب فارتد بصيرآ …..*
*آللهم أغفر لأبي وآرحمه*