*خشم القربة*..**مروان ابراهيم النور ✍️
وصلت عصر اليوم كتيبة أبطال الفرقة 11 مشاة إلى مدينة خشم القربة بعد حصار دام عامين داخل أسوار القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة، وسط استقبال جماهيري حاشد وأجواء مفعمة بالفرح ودموع النصر. اصطف المواطنون في مداخل المدينة، رافعين الأعلام ومرددين الهتافات الوطنية احتفاءً بعودة الأبطال الذين سطّروا واحدة من أروع ملاحم الصمود والتضحية.
شارك في الاستقبال عدد من قادة الفرقة 11 مشاة، يتقدمهم اللواء الركن حسن أبو زيد حسن، قائد الفرقة 11 مشاة، واللواء ركن مهندس عبد الوهاب عبد الله احمد قائد القطاع الشرقي دفاع جوي إلى جانب أسر الضباط وضباط الصف والجنود، الذين غمرتهم مشاعر الفخر والاعتزاز بصمود أبنائهم.
وفي كلمة مؤثرة أمام الجنود العائدين، ذرف اللواء حسن أبو زيد حسن الدموع وهو يخاطب أبطال الفرقة، قائلاً:
“تعجز الكلمات عن التعبير عن تضحياتكم وصمودكم. لا ندري ماذا نقول لكم كأمة سودانية، ولا كمؤسسة عسكرية، لكننا فخورون بكم. لقد رفعتم شأن السودان عاليًا، ولم تخذلونا، ولم تخذلوا الشعب السوداني. دخلتم القيادة العامة عنوةً واقتدارًا في لحظة عصيبة، وبفضلكم صمدت القيادة العامة، رمز الجيش السوداني.”
كما ترحّم سيادته على أرواح الشهداء، متمنيًا الشفاء العاجل للجرحى، ومؤكدًا أن أسر الشهداء ستظل في حدقات العيون، واعدًا بتقديم كل الدعم لهم تقديرًا لتضحيات ذويهم. كما شدد على أن الفرقة 11 مشاة ستواصل أداء واجبها في حرب الكرامة في مختلف أرجاء السودان.
من جانبه، تحدث المقدم محمد الحسن بطران، أحد أبطال معركة الكرامة والصمود، مشيدًا بشجاعة كتيبة الفرقة 11 مشاة، قائلاً إنهم كانوا من أوائل القوات التي فكت الحصار عن القيادة العامة في الأيام الأولى للتمرد، رغم شراسة الهجمات. كما أشار إلى أن الكتيبة انضمت إلى متحرك الشهيد الصادق شرف الدين، مواصلةً القتال ببسالة في وجه قوات المليشيا.
وأضاف: “لقد أثبت جنودنا أنهم فداء لهذا الوطن، لم يتراجعوا رغم شدة الحصار، وكانوا خط الدفاع الأول عن سيادة السودان وأمنه.”
عودة أبطال الفرقة 11 مشاة إلى خشم القربة ليست مجرد حدث عسكري، بل رمز لصمود السودان في مواجهة التحديات. فعلى مدار عامين، صمد هؤلاء المقاتلون في وجه أصعب الظروف، مدافعين عن شرف الوطن، ليسطّروا ملحمة وطنية ستظل محفورة في وجدان السودانيين.
وسط المشاهد المؤثرة لأسر الجنود وهي تستقبل أبناءها بدموع الفرح، وأهازيج النصر التي عمّت أرجاء خشم القربة، بدا واضحًا أن السودان، بشعبه وقواته المسلحة، عازم على تجاوز المحن والانتصار في معركة البقاء والكرامة.